محصلة منتدى دافوس بالأردن .. لا صوت يعلو على خطر "داعش"
24-05-2015 03:54 AM
عمون - أنهى المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، اليوم السبت، أعماله في منطقة البحر الميت بالأردن، واضعا خطر "داعش" على رأس الطروحات الأمنية والسياسية والمخاطر الأمنية المحدقة بالمنطقة والعالم، فيما تراجع نسبيا طرح باقي القضايا العربية.
ظهر ذلك جليا في كلمات وأوراق عمل نحو 900 شخصية من زعماء الدول ورؤساء الحكومات ورجال الأعمال والسياسيين من مختلف دول العالم، بما تيسر للمشاركين فيه من مداخلات سياسية وأمنية محدودة.
ولم تحظ عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن ضمن تحالف يضم عدة دول، بالكثير من المعالجات المعمقة، باستثناء كلمة رئيس الوزراء المغربي عبدالإله بن كيران التي شرح خلالها موقف بلاده من العملية بوصفها (أي بلاده) من ضمن التحالف المشارك بها.
وباستثناء كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لم تحظ القضية الفلسطينية هي الأخرى بأية متابعات ومناقشات معمقة إن كان على المستوى الأمني والسياسي أو حتى الاقتصادي خلال يومي انعقاد المنتدى الذي ظهر في نسخته الحالية أقل زخما بالمقارنة مع الأعوام السابقة، من حيث طبيعة الموضوعات والتغطية الإعلامية لفعالياته.
وقال رئيس منتدى دافوس كلاوس شواب، في كلمته الختامية للمنتدى مساء السبت، إن ما يمكن استخلاصه من مجمل النتائج التي توصل إليها المشاركون هو غياب الثقة الناجمة عن عدم ممارسة القيم الفضلى للحوكمة، وهو ما نأمل أن يبرز في ممارساتنا على الأرض حين نجري مراجعاتنا ضمن أعمال المنتدى العام المقبل في شرم الشيخ.
وحذر زعماء الدول الثلاثة، الذين ألقوا خطابات رئيسية في الجلسة الافتتاحية للمنتدى أمس الجمعة، من خطر العنف على المنطقة دون الإشارة المباشرة إلى تنظيم "داعش".
وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في خطابه الافتتاحي إن "العنف الذي يتهدد الكثيرين في منطقتنا هو جزء من هجمة عالمية الطابع على السلام والقانون والديمقراطية والتعايش، ويتطلب هزيمة ذلك نهجا شموليا عالميا يبني على عناصر الأمن، والدبلوماسية، والتنمية، والقيادة الأخلاقية".
فيما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته "إن الجمود الفكري الناجم عن التطرف والغلو الديني أو المذهبي تزداد حدته جراء اليأس والإحباط وتراجع قيم العدالة بمختلف صورها (...) بالتالي فإن جهودنا للقضاء على التطرف والإرهاب لابد أن تتواكب معها مساعٍ نحو مستقبل تملؤه الحرية والمساواة والتعددية".
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقال "إن من شأن الفتنة الطائفية التي أشعلت حربا في المنطقة أن تؤدي إلى تقسيمها".
ورصدت عدسات الكاميرات عباس مصافحا الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، رغم الانتقادات التي وجهها عباس لإسرائيل في كلمته، التي جدد فيها "التأكيد على خيار السلام العادل والشامل"، معتبرا أن ما يمنع ذلك "سياسة اسرائيل في فرض الواقع مستندة إلى غطرسة القوة".
كما لوحظ خلال المنتدى مقاطعة عدد من وسائل الإعلام الأردنية والعربية لمداخلة بيريز التي أدلى بها خلال اليوم الأول لانعقاده.
وبالعودة إلى سيطرة تنظيم "داعش" على مداخلات الساسة، فقد برز ذلك في مداخلة رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، خلال جلسة نقاشية عن المغرب خصصها المنتدى خلال اليوم الثاني، حيث حمل بن كيران بلاده مسؤولية مواطنيه الذين انضموا للقتال في صفوف "داعش" والتنظيمات الإسلامية الأخرى، جراء "عدم اهتمام الدولة المغربية بهم".
فيما قال نائب الرئيس العراقي اياد علاوي في الجلسة الختامية التي خصصت لمناقشة سبل التصدي للعنف، ضمن تعقيبه على ظاهرة داعش "إن عنوان النصر السياسي مقترن بالنصر العسكري ولا يتم تحقيق النصر العسكري دون التنسيق بين الدول".
أما الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى فرأى أن ظهور تنظيم "داعش" جاء نتيجة للسياسات الخاطئة للحكومة العراقية السابقة .
وانطلقت يوم أمس الجمعة أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في الأردن - منطقة البحر الميت، على مدار يومين.
والمنتدى الاقتصادي العالمي هو منظمة دولية مستقلة ملتزمة بتحسين أوضاع العالم من خلال دعم التعاون بين القطاعين العام والخاص واشراك القادة في شراكات لصياغة أجندة السياسات الإقليمية والدولية، وبما يتماشى مع مفهوم المواطنة العالمية.
ويعقد المنتدى الاقتصادي العالمي مؤتمرا سنويا في دافوس السويسرية وعددا من المؤتمرات الإقليمية الدورية.
وتأسس المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 1971 كمؤسسة غير ربحية ومقره الرئيسي جنيف السويسرية.الأناضول.