يوميات عامل في مصنع كازوز .. !
عودة عودة
24-05-2015 02:57 AM
خوان غويتسيول كاتب وصحفي اسباني شعبي، لا يهوى مقابلة الرؤساء والسياسيين لأنهم حسب قوله لا يقولون شيئاً مهماً، ويرى أن الناس البسطاء في هذا العالم هم الينبوع الذي يغذي شجرة الأدب والإبداع ويقول: إما ان أكتب شيئاً يستحق الإضافة إلى شجرة الأدب أو أبقى صامتاً، ولهذه الغاية زرت المغرب والبوسنة والهرسك والشيشان ولبنان وغيرها، كما زرت فلسطين وقابلت ياسر عرفات في (المقاطعة) برام الله باعتباره سجيناً فلسطينياً ليس غير ودافعت وبطريقتي عن جميع قضايا هؤلاء الناس.
من الكتّاب البارزين في لبنان المرحوم ميشيل عاصي رئيس الجامعة اللبنانية الأسبق، عروبي بلا حدود ومن دعاة الوحدة العربية، قبل رحيله ألّف كتاباًَ تمنى أن يكون بعنوان : "مذكرات سائق تكسي" مع أن عنوانه: "من أيام الضوء والظلام"، تحدث فيه عن طفولته، ويقول في كتابه هذا: إنه كان ينتعل حذاء مهترئاً، واعتبرني كثير من زملائي في المدرسة محظوظاً، لأن كثيراً منهم حفاة.
ويقول أيضاً : لم يكن لدي ثوب مقبول لدخول المدرسة فاضطرت أسرتي إلى تدبير السروال من بقايا ثياب الأب، أما السترة فقد تعذر تدبيرها إلا من سوق الثياب القديمة المستوردة، أما الدفاتر والكتب التي توفرت لي صغيراً فكانت من ورق "الكدش" الذي يستخدمه أصحاب الدكاكين واللحامون وبائعو الفواكه والخضار، وعندما حلمت بشراء دراجة هوائية قديمة كان عليّ أن أعمل فما الأشغال التي مارسها؟ فيقول: اشتغلت في محل حلاقة أكش الذباب بكشاشه ورقيه عن وجوه الزبائن، واكنس الشعر المتساقط على الأرض، كما عملت في محل للحدادة، أنفخ الكور وأناوله ما يحتاج إليه من مطارق لضرب الحديد وتطويعه، ولم يفتني العمل في محل للنجارة ومحل آخر للجزارة، وعندما نجح في البكالوريا لم يعثر على وظيفة للعمل، فعمل سائق تكسي بين زحلة وبيروت.
يروي ميشيل في كتابه هذه الحكايات المريرة بلهجة ساخرة وسرد مليء بالدعابات والمرح ينسى فيها حياته المليئة بالضنك والكد والسهر والفقر المدقع، يخلط الشخصي بالعام والسياسي بالمضحك والمؤلم بالمفرح..؟!
كم هي الحياة قصيرة .. منذ سنوات .. لي رغبة شديدة لتأليف رواية اتحدث فيها عندما كنا نعمل في العطلة الصيفية ونحن صغار بأجور يومية زهيدة ودوام طويل في مصنع كازوز في شارع الهاشمي بعمان، يشرب معظم انتاجه الجنود الانجليز في مطار ماركا والمفرق والعقبة والقليل من الاغنياء و بعنوان: «يوميات عامل في مصنع كازوز»؟!
Odeha_odeha@yahoo.com