هيبة التربية من هيبة الأمن
21-05-2015 04:06 PM
الدولة الأردنية قامت منذ نشأتها على ركنيين أساسيين الجندي والمعلم فهما عينان الدولة التي تطورت وتقدمت بفعل ذلك فالجندي حرس الحدود وخاض المعارك ووفر الأمن والأمان فكانت المظلة الأمنية التي تعيشُ زمانها ونستظلٌ بظلها إلى هذا اليوم لدرجة أن الأمن أصبح واحة ونعمة بعكس الآخرين والعنصر الثاني المعلم الذي يمثل الموارد البشرية وعقل الدولة بكل مفاهيمه ولذلك تميز الأردن عن غيره من الدول وبالرغم من شُح إمكانياته وموارده الطبيعية بوجود عنصر بشري ومورد وطني عبر عنه جلالة الملك الحسين رحمه الله وطيب ثراه بأن الإنسان أغلى ما نملك حيث كان يعني جلالته بهذه الكلمة الجملة التي اختصرت اهتمام الدولة بالمعلم الذي كان عنصر فخر وإعجاب للجميع فالمعلم الأردني ذو خبرة ومعرفة ساهم في تطور الإدارة الأردنية وتقدمها .. الجندي والمعلم يحظيان برعاية ملكية ولا يزالان وأريد ان أتحدث عن هيبة المعلم والتعليم التي بدأت تحقق رؤية جلالة الملك من خلال قرارات وزير التربية الوطني والتربوي الدكتور محمد ذنيبات الذي يعتبر ان هيبة التعليم لها قُدسية وكرامة مثل هيبة الأمن لأنهما خطان أحمران من ثوابت الوطن .
الدكتور ذنيبات له الفضل ويتميز عن غيره بضبط امتحان التوجيهي الذي كان قبل استلامه سُخرية بلا هيبة لأنه كان ثار للإنتقاد والتندر فالتوجيهي الآن بات مقدساً لا يسمح لأحد بانتهاك حرمته أو تجاوز خطوطه وثغراته والجميع يشعر بذلك الطالب والمعلم وأولياء الأمور ولم يكتف الوزير الذنيبات بذلك بل ساهم بتوجيهاته وتعليماته وقراراته الحازمة كونه صاحب قرار بوضع سكة التعليم على المسار النهج الصحيح فمن ضبط التوجيهي إلى تغيير مناهج المرحلة الأساسية ووضع خطط للتخلص من ضعف القراءة والكتابة وتشخيصه للواقع التعليمي ومحاولات حل المشكلة بدلاً من تجاهلها مثل غيره جعلت الجميع يصفقون له لما حققه على الأرض بالرغم من قوة الشد العكسي التي تحاول ان تعرقل المسيرة .. الوزير الذنيبات يختلف عن غيره بحزمه وأمانته وصدقه وشفافيته وقراراته وحرصه على المال العام وإخلاصه في العمل وتفانيه في تطبيق كل ما يلزم فهو يعمل بقوة وبتعب ومعروف عنه بنظافته وحرصه على المال العام فهو نزيه وشريف لا يشترى بمشاريع ولا يغريه المال فكرامته تفوق المال لأنه ببساطة له قيمة وليس ثمن مثل غيره الذين كانوا ينغمسون بمصالحهم الشخصية وسعيهم نحو المشاريع المالية والمبادرات المشبوهة وغيرها من المبادرات التي كانت تجر عليهم المال الحرام .
الوزير الذنيبات صاحب قرار وعادل وذو بصيرة ومعرفة وطنية فقد ركز على ذلك لدرجة ان الآخرين قد احتاروا في شأنه دوماً ولو رجعنا وعدنا إلى الوراء لاكتشفنا ان ما وصلت اليه التربية والتعليم ونراجع يعود الى ضعف في القرارات والشخصية والمصالح التي لا نريد ان ندخل بها فالوزير الذنيبات الذي قرر عمل امتحان تجريبي " توجيهي مصغر" لطلاب الصف السادس والتاسع في خطوة رائدة مميزه لم يقم بها اي وزير سابق كما ان تغيير المناهج لتواكب التطورات العالمية جعلت دول خليجية للاستفادة مما حققه الأردن في هذا المضمار كما ان تجديد اتفاقية اكشن باك وما وفرته من ملايين على الخزينة تؤكد ان الرجل ماضً في طريق الخلاص والهيبة التي يعتبرها الذنيبات أنها لا تقل عن هيبة الأمن نفسه ... طوبا للوزير الذي اعاد الهيبة للتعليم ولامتحان وطوبا لهذا الرجل ذو الكرامة والعزه والشموخ والنزاهة والرؤيا