إن شاء الله ما قصرنا معكم.
حيشاكوا من القصور.
قدمتوا الواجب وزيادة؛ أبناء أصول وقدمتوا الطيب كله، انتو أهل نخوة..ما وفرتوا من جهدكم جهد..
والله غانمين وما قصرتوا..عشتوا النشامى.
بس بصراحة، الحق «مو عليكو»، الحق على الذين صمتوا عنكم، صمت قد يكون صمت الأغبياء أو الأموات، ربما، أو صمت تجار المصالح، والطامعين المنتسبين الى شلل وملل المتكسبين، على أي حال (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و (كما تكونوا يولى عليكم).. الحق «راكبنا من الساس للراس»، فنحن المقصرون بحق أنفسنا.
قصرنا..حين صمتنا عن تدفق اللاجئين الى بلدنا الذي يشكو قلة الماء والخبز والأوكسجين، وسحجنا ملء الدفوف والكفوف، واتبعنا ما يتلوه السحرة علينا، فأصبحنا نبحث عن الرغيف وعن حبة الدواء وعن ثمن الكراسة لأطفالنا، وأصبح من الترف الحصول على مقعد جامعي لأبنائنا (شباب المستقبل)، ومن المستحيل أن يحصل (شاب المستقبل) على فرصة عمل، بعد أن تضاعف عدد السكان في بلدنا، وتضاعفت معه أرقام البطالة و(العطالة).
غنينا..ورقصنا.. لكل «تخويثه» يقدمها مسؤولون باعتبارها فتحا سياسيا، وسابقة في التخطيط الاستراتيجي، فعمّ العنف، والعصف، والقصف ضد كل قيمنا الجميلة، وضاعت هيبة الدولة قبل الهيبة الاجتماعية، وضاعت الحكمة والكرامة تشد رحالها على الطريق..
زمرنا وطبلنا.. لكل حكومة قادمة، ولكل تعديل أو تبديل وزاري، وترحمنا على الحكومات السابقة، وما زلنا نستقبل تبديلاتكم وتعديلاتكم وتجاربكم فينا، بذات أدوات وأغنيات التطبيل والتزمير.
ابتهجنا حبورا عاما، تاما، حين زورتم انتخابات مجالس النواب، ثم «هجمنا هجوما مزلزلا»، حين تدخل جلالة الملك واستخدم حقه الدستوري بحل تلك المجالس النيابية، وكلما سددتم الأفق علينا يتدخل جلالته وينقذنا منكم..
أنتم تعبثون فينا، ونحن نبتهل الى الله أن يوفقكم لمزيد من عبث وتخريب وتجريب، وكل الذي تقومون به وتقترفونه بحقنا وحق البلاد والعباد، يجد لدينا ذات الترحيب والتبجيل ..بارك الله في جهودكم وجزانا الله خيرا على صمتنا.
أيها العباقرة والخارقون:ثقب ما به المركب..انما أنتم الثقب، ولا نكاد نحصي التقصير والتعكير والتقديم والتأخير.
فتشجعوا وافعلوا كما فعل حسين هزاع المجالي.. واعتزلوا الجوقة والفرقة،والغناء والرقص على ما تبقى..
ما قصرتوا في شيء، بل في كل شيء، وأثخنتمونا أملا ثم ألما، وما زلنا نرقص ونغني في حبور عام وتام، وها نحن نسأل:
ماذا تسمون موقفكم من جريدة الدستور ومن مصير آلاف المواطنين الذين يعتاشون منها؟ وماذا تضمرون للصحافة وللوطن حين تتغاضون عن اختفاء الصحافة الوطنية الورقية وغرتها «الدستور»..
أنتم دوما بريئون من التقصير والدليل أن جلالة الملك يفعل كل شيء بيده!. نحن محض شوق لخطاب ملكي هذا وقته، ليقطع قول كل الخطباء والنجباء.. الدستور