الحراك الشبابي السياسي .. كتلة الإخاء نموذجاً
شربل عودة الزعمط*
02-05-2008 03:00 AM
بالرغم من الجدل الدائر، والضجيج المصاحب حول الحالة السياسية الداخلية في الأردن، إلا أن مراقبة هادئة لما يجري على الساحة البرلمانية الأردنية تكشف عن إرهاصات لأكثر من حالة مخاض مبشرة بالخير، وتنبئ عن جيل قادم من السياسيين هم الأرقام الصعبة في القادم من الأيام.
قد يتجنى البعض على دور مجلس النواب، متحدثا عن تراجع دوره السياسي لحساب دور خدماتي لا يرتقي ومستوى الواقع السياسي المنشود، وقد يكون هذا صحيحا إذا نظرنا إلى المجلس نظرة مختلفة منطلقها التحول المرحلي في الحالة السياسية الأردنية.
أسوق هذه المقدمة وأنا منحاز "وطنيا" إلى حراك شبابي في السياق السياسي الأردني تتحرك فعالياته بهدوء شديد داخل المجلس النيابي، خصوصا فيما يتعلق بكتلة الإخاء التي يقودها النائب أحمد الصفدي.
..بدون ضجيج زائد عن الحاجة، وبهدوء الواثق، يتحرك أحمد الصفدي وزملائه نحو لملمة المبعثر بعد معركة انتخابية برلمانية قاسية شهدها الأردن، وفي ظل تحولات مرحلية يلمسها المجتمع الأردني، وبدون التخندق في معسكر محافظ أو ليبرالي، يسعى أحمد الصفدي وكتلة الإخاء إلى ترتيب الصفوف عبر البحث عن قواسم مشتركة، متجنبا الخوض في حقول ألغام نقاط الاختلاف.. وهي منهجية حكيمة قد تجد تجلياتها النهائية قريبا عبر تيار سياسي وأسماء جديدة ينعقد عليها الاتفاق كوجوه سياسية جديدة في النخبة الأردنية.
المعادلة الصعبة في الجمع بين رجل الأعمال ورجل السياسة لها فرصة نجاح إذا كان رجل الإدارة يجمع بين الإثنين، وأنحاز مرة أخرى شخصيا ووطنيا لأحمد الصفدي، الذي أجالسه كثيرا فيفتح قلبه ببساطة وعفوية، بدون ان يتخلى عن حذر السياسي الكامن في داخله، لأكتشف مرة أخرى أن التفاؤل عنوان النجاح.
ما يجري من حراك داخل المجلس وبعيدا عن الإعلام، يوحي بحالة قادمة لا تحرق مراحلها حتى لا تحترق، وتتحرك بهدوء شديد متلمسة طريقها عبر اختزال الخبرة وتطويرها وهي تجربة تستحق القراءة.
ببساطة، هذا هو الأردن الحقيقي بعيدا عن فلسفات لزوميات ما لا يلزم من تحليلات، فحكمة القيادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أساسها أن الأردن للجميع، والتغيير حالة مستمرة للتقدم، ومنذ كان، فإن الأردن كان النموذج في حالات الانتقال المرحلي، للتقدم والنمو رغم كل الظروف القاسية التي كانت دوما تحيط به.
ببساطة أكثر..
عاش الملك، عاش الأردن وعاش شبابه.
..................................................................
*الكاتب مدير البرنامج العربي للشراكة من أجل التغيير.