رحلتي مع ازمة معان 1983-2015
21-05-2015 01:37 AM
سبب هذا المقال كان انعقاد لجنة متابعة من اجل معان.. لم اسمع عن اللقاء الا من عمون وبالنسبة لهذه الاجتماعات والتي قبلها اتساءل ماذا حققت وهل لها اتصالات مع كل الاطراف وتمون عليهم جميعا وهل تم تفويضها من اصحاب العلاقة في معان وهل ذهب اعضاء اللجنة اولا الى اهالي المقتولين والمطلوبين وهل قابلوا احدا من المطلوبين وعرفوا ماذا يريدون وهل قابلوا جهة رسمية وفوضتهم وحتى هذه ليست بداية صحيحة والبداية الصحيحة من معان وهذا مافعلناه في شهر اب 2014 وقبل ان اذهب الى معان للمقابله اخذت رأي صديق قديم مدير الامن العام الاسبق نصوح باشا محي الدين لتوجيهي حتى لا اصرف ثانية واحدة من الوقت في غير مكانها وجزاه الله خيرا قدم النصيحة ثم ذهبت مع اقاربي في عمان الى اقاربنا في معان (في ديوان عطا ابوديه ) وبحثنا الموضوع وكتبنا نتيجة الاجتماعات خطيا وفوضوني ان اتحدث باسمهم وبعدها قابلنا الاخ العزيز الرجل الرائع اللواء جمال بدور مدير اقليم الجنوب واستمرت الجهود مع الاخ العزيز صاحب الاداء السهل المتنع اللواء عبد المهدي الضمور في مديرية الامن العام وكانت النتائج موفقة..
وللتاريخ ادون هنا ان الاخوين اللذين اشرت لاسميهما كانا في غاية المثالية والتعاون والعمل الدؤوب والصبر وساظل اذكر ما حييت عطاءهما الخير..
واثناء هذا العمل الصامت الدؤوب المطلوب في مثل هذه المواقف كان اخرون يتدخلون بنفس هذه الطريقة الاعلامية التي تعقد فيها هذه اللجان اعمالها ويقابلون دولة الرئيس في لقاءات بروتوكولية دون التنسيق مع اصحاب العلاقة.. ودعوني اوضح ان المطلوبين في هذه الازمة من عائلة واحدة انتمي اليها وقضاياهم ضخمها الاعلام وان العقوبات لاتتجاوز 7 اعوام وليس من بينهم من قتل لاسمح الله..
واعود للقول ان جهد اللجان المشكور هو جهد مهدور وليست بدايات صحيحة.. اقول هذا لانني عملت في قضايا معان منذ عام 1983 (اول ازمة) وثاني ازمة نيسان 1989 وقدمت فيها تقريرا اطلع عليه رئيس الديوان الملكي الاسبق المرحوم الصديق ذوقان الهنداوي والذي طلب وثائق واطلعته عليها وقال لي بالحرف الواحد لقد قرأت رسالتك على اعلى المستويات مرت ازمة الخبز عام 1996 بسلام ودار الزمان واشتركت في حل الازمة الثالثه 1998 بشهادة الاخ العزيز مدير شرطة معان بشير المجالي انئذ وانتهت بسرعه وللعلم زار جلالة الملك حسين رحمه الله معان في الازمات الثلاث السابقة الذكر وكان لي الشرف ان اكون في معية جلالة الملك حسين ضمن اربعة اشخاص فقط في الزيارة الثانية وهم سمو الامير رعد والمحافظ عيد القطارنه وكلنا في معية الحسين على مائدة واحدة..
ولا انسى هذا اليوم وتلك اللحظة بالذات كنت اتأمل جلالته كان غارقا في التفكير ولا انسى تلك اللحظات التي سبقت يوم خرجت معان كلها في استقبال جلالته وفي حداء رائع حداء معان للحسين في اروع ماسمعت من حداء ومضت الايام وجاءت الازمة الرابعة في 2002 وقبل ان اتحرك خطوة استشرت الخبيرين عن نقطة البداية وليسمح لي القراء ان اذكر احد صمامات الامان في هذا البلد العزيز الديوان الملكي العامر الذي تدخل ورتب لقاء مع مدير الامن العام تحسين باشا شردم ثم مدير المخابرات سعد خير وبتظافر الجهود تم استيعاب الازمة..
وللعلم ان اسباب الازمات السابقة تختلف؛ كانت البداية قضية اراضٍ وشاحنات ثم في الثانيه فقر وغلاء اسعار وسقط ضحايا فيها لاول مرة والثالثة عام 1998 وكانت بسبب موضوع استغل البعض فيه اهل معان والازمة الرابعه في عام 2002 بطالة وفقر وتهميش والازمة الاخيرة هي جانبية وجزء من الازمة الرئيسية بطالة وفقر وتجاوزات شباب يمكن بادارة خبيرة حلها بسرعة وما يحصل في باقي المناطق في الاردن احيانا اكثر ولكن اذا حدث حدث في معان يتم تضخيمه وتبدأ الاقلام من الابراج العاجيه بالنقد ويزيدون الطين بلة!
لقد تدخلت في الازمة الاخيرة منذ صيف 2013 وكان معالي الاخ العزيز بركات عوجان وزيرا واستمرت جهودي دون توقف والاخوة الاعزاء في مديرية الامن العام على اطلاع والاخوة اقاربي في معان في الصورة و هم اول من التقيت بهم وعرفت طلباتهم اولا وللعلم هناك مبالغه في الاعلام اذ ان المطلوبين ليس عليهم قضايا قتل واعلى حكم في قضاياهم لايصل الى سبعة اعوام وهذه ناحية مهمه ذلك ان احد المطلوبين (عابد معتوق الفناطسه)الذي قتل في شهر كانون الثاني 2014 امام محل شاورما كان مطلوبا في قضية مشاجره وكاد ان يقتل مرافقه (زياد الطحان) الذي نجا من الموت باعجوبه ولقد قابلته وحدثني عن تفاصيل الموضوع ونشرت ذلك هنا على صفحات عمون ولقد دونت هنا على عمون جميع تفاصيل مجريات احداث 2013-2015 راجع 3ايار 2013(ما جرى في جامعة الحسين) و20 حزيران2013 (عائد من معان) وفي هذا اليوم بلغ عدد الضحايا منذ عام 1989، 32 شابا كما اخبرني اكثر من شخص ووعدوني بالاسماء وكنت في غاية الحزن وبعد هذا اللقاء جرت مكالمة هاتفية مع دولة الرئيس الدكتور عبد الله النسور وبمبادرة مشكورة من دولته لكن نتيجة المكالمة كانت عكسية اذ اختلفت وجهات النظر وتوقفت صداقتي القديمه معه اذ حصل عتاب وانقطعت الصلة مع دولته من ذلك اليوم وكنت اتوقع ان نربأ فوق الجراح جميعا لان الحكم والادارة يحتاجان لصبر ومتابعة وسعة صدر لا حدود لها و استمرت جهودي وكنت انتظر السوانح دون ملل وكنت ادون واوثق بعد كل زيارة لمعان ومنها مقال (معان شؤون وشجون وملف مفتوح منذ ثلاثين عاما) في 16تموز2013 وللعلم هذا اليوم الذي تخرجت فيه ابنتي رزان من الجامعة الاردنية اذ انني كنت في معان على حساب واجب اسري وكله عند الله عزوجل وكتبت في 26 نيسان 2014 (معان من الخاسر) وكتبت في 20 اذار (ملف يأمل اهل معان اغلاقه) وفي يوم 21 ويوم 26 حزيران 2014 كتبت مقالين الاول (على هامش مقابلة ابناء معان لرئيس الوزراء) ومقال( قبل رمضان نداء من معان) وفي 27 تموز كتبت (نقاط مشرقه في معان وسكرة علاوي) وفي 12 اب كتبت مقال (تباشير الانفراج في معان) واشكر عمون التي اتاحت لي توثيق ما يتعلق بهذه الازمة..
وقبل ان اودّع القراء اقول ان الازمة بسيطة وتحتاج لارادة صادقة في الحل ونقطة بداية صحيحة ومن الاشخاص المعنيين وبعيدا عن الامور واللقاءت الشكلية.