حراك سياسي نشط هذه الأيام يتلخص في الزيارات المتبادلة بين عدد من الرؤساء ووزراء الخارجية العرب.. فوزيري خارجية السعودية ومصر التقيا جلالة الملك عبدالله، والرئيس السوري زار القاهرة والتقى الرئيس المصري محمد حسني مبارك ، حيث أعلنت سوريا أنها لن تغير في نص مبادرة السلام العربية وإنها تؤيدها، وفي السعودية استعدادات مكثفة لاستقبال القمة العربية، وقبل ذلك تسعى السعودية إلى عقد اتفاق بين اللبنانيين على شكل(اتفاق مكة) بين الفلسطينيين.. وهذا من شأنه أن يعيد الأمن والاستقرار إلى لبنان، كما حدث مع الفلسطينيين بعودة الهدوء(النسبي) إلى الأراضي الفلسطينية والإعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية(سيتم التصويت على منحها الثقة اليوم السبت بحسب الأخبار الواردة من الأراضي الفلسطينية) وإذا ما تم ذلك فإننا سنشهد ردود أفعال سريعة حول هذه الحكومة التي ينتظر الجميع الإعلان عنها.
اتفاق مماثل في لبنان يعيد الهدوء إلى منطقتنا.. فبعد لقاء(سولانا) في دمشق المسؤولين السوريين، من اجل التوصل إلى اتفاق حول ما يجري في لبنان ولقاء الحريري-بري أيضا في بيروت أكثر من مرة يجعل المراقبين يتفاءلون بقرب وجود حل في لبنان.
وخطاب جلالة الملك الأخير في واشنطن أمام الكونجرس الأمريكي يجعل الحديث عن تحرك في عملية السلام أمرا وشيكا إذا ما أقرت القمة القادمة ودعمت(الخطاب) باعتماده وثيقة من وثائق القمة من اجل دعم المبادرة العربية للسلام.. كل هذا يصب في صالح الأمة العربية التي باتت بحاجة إلى التصالح من اجل القضايا الأهم المرتبطة بالعالم وتوحيد المواقف في مواجهة أي أخطار قادمة، لأننا لن نكون امة قوية إذا كانت آراؤنا مشتتة ومواقفنا متناقضة.. وما يبدو في الأفق أن الأردن والسعودية ومصر تقود حملة من اجل الخروج بهذه المواقف الموحدة من خلال الاتصالات والتحركات السياسية المكثفة هذه الأيام التي نرجو لها النجاح.. والقمة القادمة أمامها الكثير لتفعله من اجل الأمة العربية.