كتب* الفلكي عماد مجاهد مقرر لجنة المواقيت والاهلة في دائرة قاضي الفضاة
حقق المركز الجغرافي الملكي الاردني انجازات علمية وتطورات تقنية جعلته من مؤسسات الدولة المتطورة ليس فقط على مستوى الوطن بل اصبح من المراكز العلمية المرموقة في المنطقة، ونتيجة هذه الانجازات الكبيرة والتي نال على اثرها احترام وثقة المراكز العالمية والدولية حتى تم اختياره ليكون مركزا اقليميآ للعديد من المراكز العلمية العالمية في مجال الدراسات الجغرافية والفضائبة وحتى الفلكية، وحصل قبل ايام على جائزة افضل وحدة موارد بشرية على مستوى المملكة والتي تنافس عليها 103 وزارات ودائرة حكومية.
وللانصاف نقول ان الانجازات التي حققها المركز الجغرافي في السنوات الاخيرة لم تأت من فراغ، بل جاءت بفضل الجهود المضنية والتخطيط السليم لإدارة المركز التي تحمل النظرة الثاقبة لاستشراف المستقبل، بحيث كرست الامكانيات البسيطة التي يمتلكها المركز قياسا للمراكز الدولية، المماثلة قي خلق مؤسسة وطنية تحمل تطلعات ورؤى مستقبلية واعدة حيث وفرت القدرات البشرية المتميزة ودعمت وأهلت القوى الفنية المتوفرة، اضافة للمتابعة الحثيثة وحب العمل والإنجاز للإدارة ، فأصبح بفضل ذلك المركز الجغرافي الملكي الاردني مؤسسة وطنية كبيرة يفتخر بها على المستوى الوطني والأقليمي.
العميد الدكتور المهندس عوني محمد الخصاونة مدير عام المركز الجغرافي الملكي الاردني، للتعرف اكثر عن هذه المؤسسة الاردنية العريقة، حيث سألناه في البداية عن قصة ولادة المركز الجغرافي الملكي الاردني فقال: انطلاقا من حاجة البلاد إلى مؤسسة وطنية تتولى كافة الأعمال المساحية الأرضية والجوية والفضائية لغايات إعداد الخرائط بكافة أنواعها ومقاييسها لسد احتياجات المملكة، وتقديم خدماتها في هذه المجالات على المستويين المحلي والإقليمي، جاءَ تأسيس المركز الجغرافي الملكي الأردني في النصف الثاني من عام 1975 ، كأول مؤسسة وطنية علمية متخصصة فريدة من نوعها في المنطقة تتولى تنفيذ وإنتاج جميع الخرائط بمختلف الأنواع والمقاييس (ارضية وجوية وفضائية) وأضاف قائلآ ان مديرية المساحة العسكرية / القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي، تعتبر النواة الأساسية لنشأة المركز الجغرافي الملكي الأردني، حيث يعمل في المركز الجغرافي الملكي الأردني وذلك بناءً على قانونه لعام ١٩٨٦المادة ١٣ بأن ملاك المركز الجغرافي يتألف من موظفين مدنيين وعسكريين حيث يؤدوا أعمالهم في تناغم قلّ نظيره على المستوى المحلي والدولي .
ولكي يتسنى للمركز الجغرافي تنفيذ ما أُوكل إليه من مهامٍ وواجبات، والقيام بها على أكمل وجه، كان لابد من توفير الكفاءات الفنية المتخصصة المؤهلة والمدربة، وذلك بالاستعانة بالدول المتقدمة في هذا المجال وخاصة فرنسا من خلال ابتعاث عدد كبير من المتفوقين في شهادة دراسة الثانوية العامة إلى المعهد الجغرافي الفرنسي وتخرجهم كمهندسين ومساعدي مهندسين في العلوم المساحية، ثم قيام المركز بإنشاء مركز تدريب متخصص على المستوى المحلي يمنح درجة الدبلوم ذي السنتين في تخصصات المساحة، ورسم الخرائط والطباعة والتصوير الخرائطي، حيث ساهم مركز التدريب الذي تمّ تحويله فيما بعد إلى كلية جامعية متوسطة وبشكل فعَّال برفد المركز الجغرافي والوزارات والدوائر والمؤسسات الأردنية والعربية خاصةً الخليجية منها بالكفاءات الفنية المؤهلة والمدربة في علوم المساحة والخرائط والتصوير الجوي والفضائي، والاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية.
وعن مواكبة المركز الجغرافي للتطورات الحديثة قال العميد الخصاونة: ان المركز الجغرافي الملكي الأردني يدرك أهمية اللحاق بركب التطوير والتحديث، انسجاماً مع الرؤى الملكية السامية في هذا المجال ولما يعود بالخير والنفع على الوطن والمواطن، لذا فهو يحرص باستمرارعلى تحديث وتطوير إمكاناته الفنية والبشرية ليكون قادرا على تلبية احتياجات ومتطلبات التنمية التي يشهدها وطننا العزيز بكفاءة عالية، وليكون مركزا متميزا على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال العلوم المساحية على اختلاف أنواعها، سواء من حيث الإنتاج أو التدريب أو إجراء البحوث والدراسات ذات العلاقة، وخاصةً التطبيقية منها، وذلك من خلال تأهيل العاملين والتزود بأحدث البرمجيات والتقنيات ليبقى المركز الجغرافي على الدوام كما أرادته قيادتنا الهاشمية الحكيمة، وبدعمِ كافة المسؤولين في الدولة الأردنية، وعلى رأسهم سيدي صاحب الجلالة الهاشمية والذي شرفنا بزيارة سامية وكذلك مــعالي مستشـار جـلالة المـلك للـشؤون العسكريـة رئــــيس هيئــة الأركـــــان المـــــــــشتركـة رئيس اللجنة العليا للمركز الجغرافي الملكي الأردني على مستوىً عالٍ من الجاهزية والكفاءة والمهنية والأداء العالي، واستعداد كافة منتسبي المركز الجغرافي بالالتزام التام في رفد مسيرتنا التنموية المباركة بما تحتاجه في المراحل آلاتية من معطيات مساحية وجغرافية حديثة ودقيقة.
وفي سؤالنا عن أبرز مهام المركز الجغرافي الملكي الأردني قال مديره العام العميد الدكتور الخصاونة ان مهام المركز الرئيسية تتمثل في إنشاء الشبكة الجيوديزية الوطنية وصيانتها، وتنفيذ مهام التصوير الجوي للمركز والمؤسسات الأخرى، وترسيم الحدود وصيانة نقاط الحدود الدولية للمملكـــة، وإنتاج الخرائط الطبوغرافية والنوعية للقطاعين العام والخاص، وإنتاج الصور الجوية المعدلة (الأورثوفوتو) واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد في تحديث الخرائط واستعمالات الأراضي وغيرها، وإنشاء قاعدة بيانات جغرافية كأساس لنظام معلومات جغرافي وطني ، بالاضافة لتدريب وتأهيل الفنيين من داخل المملكة وخارجها.
وبسؤالنا العميد الخصاونة عن ابرز انجازات المركز الجغرافي الملكي في الاونة الاخيرة : قال انها كثيرة منها، إنشاء المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا الذي يضم أربعة عشر دولة عربية، واستضافة ورئاسة الشعبة العربية للأسماء الجغرافية، والمركز الوطني للاستشعار عن بعد، ، وفوز الاردن بمنصب نائب رئيس الشعبة العربية لخبراء المعلومات الجيومكانية التابعة للأمم المتحدة، واستحداث برنامج ماجستير في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد بالتعاون مع جامعة مؤتة منذ عام 2012وجاري العمل حاليا على استحداث درجة البكالوريوس في العلوم المساحية والاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية كما تم الحصول على موافقة وزارة التعليم العالي لافتتاح كلية المركز الجغرافي للعلوم المساحية التي ستمنح دبلوم متوسط، ومن المتوقع ان تبدأ أعمالها ان شاء الله في العام الدراسي ٢٠١٥/٢٠١٦ ) ، والانتهاء من التصوير الجوي للمملكة الأردنية الهاشمية وإنتاج خرائط اورثوفوتو وخرائط ثلاثية الأبعاد من خلال تقنية الليدار وبدقة تصل إلى 10سم. بالاضافة لاستحداث قسم الاستطلاع الفضائي مهمته توفير الصور الفضائية المُعدلة والخرائط لاستخدامات القوات المسلحة لدول الطوق وللمناطق التي تشارك فيها قواتنا المسلحة-الجيش العربي من خلال مهام قوات حفظ السلام .

وفي سؤالنا عن المزايا التي تميز المركز الجغراقي قال العميد الخصاونة: الحقيقة ان هنالك عدد من المزايا التي تميز عمل المركز الجغرافي الملكي الأردني مثل الدعم والأشراف المباشر من قبل مــعالي مستشـار جـلالة المـلك للـشؤون العسكريـة رئــــيس هيئــة الأركـــــان المـــــــــشتركـة رئيس اللجنة العليا للمركز الجغرافي لأعمال المركز والتوجية المستمرالإدارة المركز لمواكبة التطوير والتنظيم اضافة الى تبني المركز الجغرافي لإستراتيجية إدارة الموارد البشرية، وترسيخ مبدأ التميز لدى العاملين في المركز الجغرافي وربط أعمال الموظفين بالخطة الإستراتيجية للمركز الجغرافي والتي تخدم الأهداف الوطنية، وبناء التخطيط المالي والإداري لخدمة الأهداف الوطنية، والتناغم الكبير بين العاملين العسكريين والمدنيين، والانضباطية لدى العاملين في المركز الجغرافي والمتأثرة بانضباطية القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي، وإلتزام الإدارة بمبدأ الشفافية والمصداقية وتكافؤ الفرص للعاملين في المركز، والالتزام التام بالإجراءات الخاصة بالموارد البشرية وفق القوانين والأنظمة والتعليمات، الالتزام التام بالقوانين والأنظمة والتعليمات المتعلقة بإدارة الموارد البشرية، والالتزام بالوصف الوظيفي للعاملين في المركز الجغرافي، والتقيد باستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة الموارد البشرية، والحرص على مواكبة التطور العلمي والعملي ووجود خطة واضحة ومرنة لتدريب العاملين في المركز الجغرافي، بالاضافة للحرص على تميز الموظفين في المركز الجغرافي حيث حصل المركز الجغرافي على جائزة الموظف المثالي للثلاث سنوات السابقة ( بواقع 6 موظفين ) .
وعن التطلعات والرؤيا المستقبلية للمركز الجغرافي الملكي الاردني قال العميد الدكتور الخصاونة، ان المركز يتطلع لإنشاء محطة استقبال أرضية للصور الفضائية في المركز الجغرافي الملكي الأردني بحيث يُلبي الاحتياجات التنموية والدفاعية من الصور الفضائية ويكون نواة للتفكير مستقبلاً بإطلاق قمر صناعي أردني، وانشاء مرصد فلكي راديوي بالتعاون مع معهد الفلك والفضاء في جامعة ال البيت والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ليتم ربطه بالشبكة العالمية لرصد السماء راديوياً لمراقبة التحركات التكتونية والجيوفيزيائية والديناميكية في المنطقة، علماً أن البنك البريطاني جودرل والشبكة العالمية على استعداد لتقديم الدعم الفني له، وادخال تقنية التصوير الجوي الرقمي ثلاثي الأبعاد لما لهذه التقنية من أهمية بالغة في التطبيقات الأمنية والتخطيط العمراني بحيث يمكن الحصول على صور تفصيلية بالغة الدقة للمعالم (المباني والمنشآت) ومن عدة زوايا، وامتلاك طائرة تصوير جوي حديثة ومجهزة بكاميرا تصوير رقمية وتقنية الليدار، وتنفيذ وبناء المقر الدائم للمركز الإقليمي لتدريس تكنولوجيا وعلوم الفضاء الذي سيكون جزءا من مدينة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه لعلوم الفضاء والفلك تتضمن قبة فلكية وتلسكوب بصري للأبحاث الفلكية ومراقبة الأهلة وكلية لعلوم المساحة الأرضية والفضائية ، واستكمال مشروع الـ Jordan/SDI البوابة الالكترونية للمعلومات الجيومكانية الوطنية، وتركيب محطات جيوديزية دائمة في مختلف مناطق المملكة، وافتتاح كلية المركز الجغرافي الملكي الأردني للعلوم المساحية .
وهكذا فالمركز الجغرافي الملكي يُعتبر صرحا علميا متميزاً ومتخصصا في العلوم المساحية وانتاج الخرائط بكافة انواعها ومقاييسها وعنوانا بارزا من عناوين النجاح التي يشهدها الوطن العزيز وسيبقى كذلك بعون الله في ظل راعي مسيرتنا و نهضتنا المباركة سيد البلاد حضرة صاحب الجلالة الهاشمية القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية/ الجيش العربي الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.