ضمن أغنية فيروز شايف البحر شو كبير ، وصلت إلى المقطع الذي ينادي على العصافير ومواسمهم المزدان بالحركة والنشاط والسرور ، وتوقفت طويلا مع الأغنية والحاجة إلى الكلمة والمعنى والموقف والتعبير .
وضمن الأغنية، كانت العديد من المحطات الواعدة من الانتظار والترقب والتوقع والتفاؤل والأمل بدوام السعادة الإنسانية ومشروعها للحياة.
ولهذا ومع الغربة ولحظات الاستماع إلى شذى أغنية عربية ، تحملني المشاعر عبر الأغنية إلى الدعوة للعمل قدر المستطاع للمحافظة على المعاني الجميلة للحياة وإشاعة كافة المصطلحات الوجدانية لدى الناشئة وتعليمهم وتربيتهم على الاستماع إلى الكلمة المعبرة والصادقة وتذوق النغم .
وعودة لمواسم العصافير وزقزقتها ونشاطها خلال النهار وسباتها مع الليل ، وجدت نفسي ابحث مع عالم العصافير ومن خلال المراجع عن ما له علاقة بتفاصيلها ، فكم هو جميل ورائع ومدهش عالم العصافير ، ولهذا عزيزي القارئ ادعوك إلى سبر أغوار عالم العصافير والتعرف على العديد من معالم البهجة لرحلة العصافير مع الزمن .
كتبت قبل فترة ليست بالقصيرة مجموعة قصصية للأطفال بعنوان " عصافير الجنة " وكنت أتمنى لو نشرت؛ كونها ضمت العديد من القصص للأطفال، وربما يتسع العمر لإعادة النظر إليها من جديد ودفعها للعيش مع عالم العصافير.
لمواسم العصافير موعد وانتظار وزمن محدد للنشاط والزقزقة والمناداة والصبر، فهل نكتشف هذا العالم البهي ؟
اذكر في الديار ومع مواسم العصافير والصيف ، تلك الأباريق والفخاريات والتي كانت تستخدم للشرب ، اذكر قدوم العصافير لطلب شربة ماء وتقدمها لغرف الماء بعفوية وبساطة والشكر لأهل الديار على كرمهم والتندر على إصرار الصغار على القبض على العصافير واللعب معها ودعوتها للانتظار قليلا .
قصص وحكايات عادت للذكرى وأحيت في النفس مواسم الطفولة والبراءة والانطلاق، فهل من سبيل يا مواسم العصافير للعودة إلى الزمن الأول بل إلى مشروع النظر للمستقبل دون خوف ووصاية من احد ؟
في الوجدان الكثير مما له علاقة بالعصافير والطيور ومواسم ظهورهم مع دفقات الحياة وتعاقب الأيام والسنوات ولكن مع زحمة الأحداث ، ننسى التدبر في عالم العصافير والتحدث معها بلغة المشاعر ، فهل يمكن الانتباه إلى هذا الجانب الرائع من الحياة ؟
اترك الإجابة للمهتم وأجدد الدعوة لزيارة هذا العالم ، فالي ذلك المبتغى موسم أخر وانتظار جديد ، مع التحية لفيروز والعصافير في كل الأنحاء !
fawazyan@hotmail.co.uk