على صاحب القرار أن يفكر ألف مرة عند إقالة هذه الحكومة، فمنذ الاعلان عن إقالة وزير الداخلية ومدير الامن العام ومدير الدرك والبلد في سعادة غامرة، وكأنه تم الاعلان عن عيد الفطر السعيد !
لذلك نرجوكم أن تتم إقالة هذه الحكومة بالتقسيط المريح.. كل شهر وزير.. والرئيس بالذات أرجو أن تتم إقالته "قطعة" .. "قطعة"، واعلان الطوارئ في المستشفيات مسبقا، فقد لا تتحمل قلوب الاردنيين بعد التجربة مثل هذه الصدمة !
قبل إحالتهم الى التقاعد بعشر ثوانٍ .. لم يكن أحد في الاردن يتوقع مثل هذا القرار.. وكان الوزير ينكت قبلها باجتماع.. وروّح على الدار ومعه مواعيد اجتماعات اليوم التالي.. وما أن أعلن عن القرار حتى أصبحت نص البلد تحلل.. والنصف الثاني بلمع بحاله !!
أعجبتني صفحات المتقاعدين العسكريين على الفيسبوك.. قبل القرار كان يشعر بالمحبة مع أحفاده في المزرعة، وكان ينشر صورا لحبات "الفجل"، ويكتب أنها من خيرات بلدنا.. بعد القرار سرعان ما استبدل صور "الفجل" بصور الاوسمة والنياشين وعبارات سريعة عن خطورة المرحلة القادمة، وانها بحاجة الى خبير يعيد المؤسسة الامنية الى سابق عهدها.. طبعا سيستمر في نشر المسدسات، والقناوي اللي "فنعها" في سابق عهده، والمواعظ الوطنية حتى تعيين مدير جديد.. بعدها سيعود ليشعر بالمحبة مع أحفاده وسيعود لنشر صور "البقدونس" !!
أحدهم وهو بالمناسبة "طريش"، حب المسكين أن يبين لنسايبه الجدد كونهم أصدقاءه على الفيسبوك بانه رجل مطلع، وكتب "المدير القادم سيكون من أبرز قادة المؤسسة العسكرية" .. لا يا غالي، بجوز يكون أحد أبرز لاعبي النادي الفيصلي، او أحد أبرز مذيعي التلفزيون الاردني، او أحد أبرز موظفي مؤسسة الاقراض الزراعي.. ياغالي مش هيك "التحليل"، فضحتنا قدام نسايبك.. مدير أمن عام او مدير درك يعني معقول يجيبوهم من المؤسسة المدنية شيء بديهي يكونوا أحد أبناء المؤسسة العسكرية.
واحد "الله يسامحه" .. قبل القرار كان حين يشاهد مجرد صورة شرطي سير بدفش "بكم" يكتب مجلد عن نعمة الامن والامان.. بعد القرار "الله يهديه" صار ينتقد أسلوب وزير الداخلية في إدارة الازمات الداخلية.. يازلمة ماهو لو يرجع وزير.. غير تصير تمشي وانت نايم.. وراح ينقطع خلفك من الدنيا.. وراح أمك تراجع فيك كل شيوخ البلد علشان تفك عقدة لسانك، ومش راح تنفك عقدتك الا بعد ما تتحمم بدم حصيني مطلق وعنده ثلاثة اولاد وبنتين !!
سرعان ما ظهرنا، وحللنا، وانتقدنا، ونسينا أن الوطن ما عاد يحتمل سذاجتنا !!
العرب اليوم