سؤال واحد طرح بالماضي.. يسأل في الحاضر.. يعد له مسودة جديدة، ليصاغ له دستور طرح آخر في المستقبل القريب البعيد.
فهنا نجد أن السؤال هو حالة ملازمة للطبيعة البشرية ، نعود لطرحه حتى ولو مضت السنون.نقلبه تاويلا ودهشة .. تعجبا..واستهجانا !!
نعم هذا هو الحال، وهو المحال الذي يلازم قضية طالت بها الأيام سفرا، وأشبعتها سنوات الاغتراب تهجيرا...وقصرا.
لقد أضعف مكنون النفوس ، وكاد يقتل أملا عاش.. وعاش حتى كاد يموت فينا ،نحن الذين مجدنا المجد، وكتبنا التاريخ فوق صحائف الأمم، كمرجعية حرة ، لاتقبل الاندحار، ولا الهزيمة، ولن ننصهر في بوتقة النسيان مهما تكالبت علينا قوى الشر، ومهما حاول غزاة البشر، أن يقطّعوا أوصالنا ، فهم مرحلة ضبابية ستنقشع حين تشرق في عيون أطفالنا شمس العروبة الخالدة. لكن نعود للسؤال أين نحن الآن؟ وأين ملف قضيتنا الذي بيع على منابر الأمم؟ تاجر به من تاجر، واختلست منه شرعية حقنا ! نعم لقد كان ما لايكون ، واجهش تاريخنا بالبكاء على صفحات النكران، وشوهت قصائد بطولتنا ، وأخفيت قذائف مدافعنا ، التي دوت بالامس البعيد القريب، في أودية ما عاد لنا أن ننساها، نحن والساكنين هناك، تشهد لها أشجار الزيتون ، وبيارات البرتقال ، وحقول القمح ، وكروم العنب في أرض قدستها السماء، ورثها العربي عن عربي ، رغم سم أفعى دس في براثن طهرها. لكن قلوبنا تمتص ذلك السم ، لتنطفه ماء يروي أرض الاسراء ، يعيد للأشجار اخضرارها ، يفتت جلمود الصخر ، يحوله لحجارة يعشقها طفل الصمود، يستأنس بها وهي في راحة يده ، يطلقها قذيفة يهشم بها وجوه قبيحة. انها بدون صوت ، فعلها يرهب الجبناء، المتمترسين خلف حواجز، واليات حديدية هرمة.!!
اذا لن يموت السؤال ، واجابته حيّة في الوجدان، فعل حمله أشراف الأمة كابر عن كابر!! قاده أبو العرب ، شيخ العرب ، ملك العرب . أورثه أبناءه العظماء كان همهم .. وحلمهم الذي لن يموت ، طوعوا العالم اعترافا ، ثبتوا جذور قضية كادت أن تنسى..أعادوها مطلبا حرا قويا فوق كل منبر ..أطفأوا نارا كادت أن تضرم بملفاتها .
انهم الهاشميون ملوك الرسالة ، نسل عدنان ، أسباط النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-
ننظر فعلهم ماضيا .. ونراه حاضرا ، أودع بأيد أمينة على مصير أمة العرب . نعم تلك هي قضية أبوالحسين الملك عبد الله الثاني حفظه الله.أشعل قناديل الأمل في عيون المهجرين ، وطرد بؤس النازحين .
نعم يا سيدي انك توصل الليل بالنهار، لم ينل منك التعب نصيبا ، ولم ترهقك الليالي ، وأنت في حل وترحال، تجمع شمل الفرقاء، وتثبت حقوق الأشقاء، بعزم ليس به كلل أو ملل. اذا للسؤال اجابة قطعية ، تعيد للنفوس سكينتها ، وتجعل لحلم العودة وجود، سيتحقق بوجودكم ،ياسيد العرب وعميدهم.