في ما مضى وانقضى .. وتحديدا في مرحلة اللهيب السياسي في ثمانينيات القرن الغير مأسوف عليه (القرن) العشرين.. كنت وكثير من (رفاق) تلك الأيام مولعين وشغوفين بالكتابات الماركسية والأدبيات الاشتراكية وغيرها من (خرا ريف) ذلك الزمن الله يسهل عليه، (ما علينا) المهم في تلك الحقبة تكونت لدي ولندمائي في الحلقات والروابط والخلايا والقواعد نظرة مثاليه ومليئة (برغوة ) المراهقة السياسية عندما تمارس (الحلق) على الناشف للواقع وتغوص عميقا في دوائر الخيال .. وتحديدا في ما يخص (نظرية الطبقة العاملة) وكنا نقضي ليالينا الطوال وليل (المثقفين الثورين) طويل.. !! في النقاشات والحوارات و(الكونفرنسات)، ويحتد النقاش بين أطراف الحوار من إطارات ذلك الزمن حسب المعجم الطبقي آنذاك ( ماويين ’ تروتسكين، غيفارين، ريفينين .. سردين .. الخ )
وكانت أغلب النقاشات التي تخربط (قعدتنا الوثنيه ووحدتنا الوطنيه) تدور حول دور الطبقة العاملة التاريخي وحول انتصارها الحتمي وحول آلية التحول من حزب برجوازي (زغنوط) الى حزب تركوازي يوكل البلوط .. وكانت الخلافات الفكرية والأعاصير الذهنية تقلب الطاولة (بكاساتنا وكاساتكم) رأسا على عقب أذا ما تورط أحد الأنصار أو الرفاق أو الأخوة أو الإطار الصديق وغمز من قناة ( العمال والفلاحين وصغار الكسبة والشغيله ) ويا ويله يا سواد ليله إذا تنازل خصلة شعر عن باروكة وصول حزب الطبقة العاملة، الطبقة الثورية والناضجة موضوعيا وذاتيا لاستلام السلطة وإقامة دكتاتورية البلوليطاريا .. وبحكم أني كنت يساري طفولي أنذاق كما وصفني أحد القيادات الثورية في تلك الأيام فقد تورطت ذات مساء أحمر قاني كلون القناني وثرثرت في محرابه بأني أعتقد وليس لاعتقادي أي علاقة بالعقيدة والايدولوجيا أو البيولوجيا بأن الطبقة العامله ليست لها أي علاقة بكل سفسطات وسفطات البرامج المسفوكه والمسفوحه على أرضية هذه الحوارات ..
وان أفضل انجاز ممكن أن نقدمه لها هو تحسين أوضاعها المعيشية أو زيادة الحد الأدنى من الأجور وفي أفضل الحالات تحديد ساعات العمل .. فكان أن هجمت علي مجاميع ( الكولوخوزات ) وسواطير الأممية الثانية والثالثة ونعتتني بأقذع الأوصاف من اليمينه الانتهازية إلى النقابي الأصفر .. والشيوعي المرتد ملعون الوالدين (كاوتسكي)وأوسعوني شتما وهم يصفوني بألأصلاحي والترقيعي وكادوا لولا لطف الله أن(يعروني) سياسيا في عز المربعانية وكان فراق بيني وبينهم ..!( وما بدي أطول عليكم) في هذه الأيام وبعد أن جرى ماء كثير في زواريب العالم، ومجاري الكوكب لمفكك والمركب،وفي غمرة احتفالات( الطبقة العامله)بالأول من أيار هنا وهناك وتحديدا في بلادنا العزيزة فأني اود أن اعترف اليوم بأني كنت مخطأ تلك الأيام وأتقدم بالاعتذار لكل من تابع واستمتع بنقاشاتنا سالفة الذكر وأقرُ بأني قد أخطأت خطأ جسيما بحق الطبقة العاملة وأود أن يسامحوني على برنامجي المتطرف والمغامر والمقامر بمصالحهم وقوت يومهم التي كادت دودة (فائض القيمة وفايروسات نمط الأنتاج الأسيوي) أن تودي فيهم، وها انذا أمارس بثوريه( قد الخبز) النقد الذاتي بعد أن أكتشفت اليوم وتحديدا ونحن (نلحس) عسل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بأن الطبقة العاملة في بلادنا ليست طبقة عاملة فقط .. بل هي أيضا أفضل وأحسن وأزكى ( طبقة عاقلة ) في البلد!
وأخيرا وليس أخراً لا يفوتني في هذه المناسبة العزيزة أن أهنيء كل العمال والكادحين في الوطن وأشد على سواعدهم وادعوا الله أن( يساعدهم ) وأن نلتقي في العام القدم وقد استعادت الطبقة العامله ثوريتها وعادت (عالقليلة ) لأحياء المناسبة في أحراش دبين لتهدر أغانيها لعنان السماء (شو كانت حلوه الليالي ! ) وكل عام والجميع بخيييير .
* شاعر وكاتب أردني mhd_s2003@yahoo.com