facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العمال في مهمة بناء مجمع مقابر


01-05-2008 03:00 AM

أشرف وأنظف الأيدي وأجملها ، وأزكاها حلالا ، وألذّها أجّرا ، هؤلاء هم عمال الوطن ، ولعل الخاصة منهم عمال ليس لأسماءهم الرباعية والعشائرية دور في " مناصبهم البنائية " .. ولكنهم سواعد في مهب الريح .
فأعمالهم في مهب الريح ، وأجورهم في مهب الريح ، وسلامتهم العامة في مهب الريح ، وأمنهم الوظيفي في دوامة الزوبعة ، واستقرارهم العائلي في عين العاصفة .. فهل من ينتصر لهم .لقد جاء في الحديث من صحيح البخاري ورواه ابو هريرة عن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم { أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، وأعلمه أجره وهو في عمله‏ }.. ولكننا نرى عرقهم يتحول الى معكبات ثلجية جراء تساقطه على برد أجسادهم ، وارتعاد فرائصهم ، و وخوفهم على مستقبل استأثر به أصحاب الأعمال والأشغال والوزارات العتيدة ، وتركوا العمال الذين هم الأساس في العملية الإنتاجية للمطالبات والنقاشات والأحلام القانونية السنوية التي تستمر استمرار الروح في حياة الحكومات قبل ان تنتقل الى الرفيق الشعبي ، في شوارع المناكفات ، وصالونات الإنتقادات ، وصحف التبريرات والتأويلات .

ولأن الثقافة العامة للحكومات البلدية الاردنية تتمحور على أسس غير تراكمية ولا تكاملية ، فإن من ميزاتها ، مناكفة حكومة لاحقة لحكومة سابقة ، وإدارة ظهر الحكومة (اي حكومة) الخلف ،لكل الوعود التي تقطعها الحكومة السلف ، وكل حكومة تأتي ترهق ضميرها ، بوعود لا تسعفها أيامها المعدودة لتحقيقها ، فترحل دون الوفاء بوعد قطعته ، ولا نصر لمواطن وعدته ، وعليه فإن الواجب الشرعي يلزم كل حكومة ترحل أن تكفّر عن سيئاتها ، وأن تصوم دهرا كاملا ، وأن تقضي على نصف الثروة الحيوانية في وطني ، فدية لإطعام الف الف فقير ، والف الف مسكين ، والف الف محتاج معوز ، والف الف رب عائلة مستورة ، وأن تدعو الى مؤتمر الدعاء من أجل المغفرة ، لنصف ألف الف من الوزراء السابقين ورؤسائهم والأغنياء ورجال المال والاعمال والحيتان ، ثم يبتهلوا الى الله تعالى أن ينزل شآبيب رحمته عليهم ، ولا ضير من تحكيم آية الملاعنة .

في عيدهم .. في يوم راحتهم الذي لم يعرفوا لها طعما منذ أدمنوا التعب واللهث وراء لقمة الخبز ، نسجل آيات الإكبار والاعتزاز والفخار ، لتلك السواعد السمر ، والجباه الغرّ ، من العمال ، عاملون وعاملات ، يصنعون لنا حياة الرفاهية بيمينهم ، وشمالهم تمسح دموع جباههم ، وقطرات حسرة من عيونهم ، ونرجو لهم دوام الصحة والعافية ، ونتمنى عليهم أن لا يتوقفوا يوما ، وان لا ينكصوا عن واجبهم الوطني ، فالوطن ليس لقمة تؤكل ، ولا دينار يصرف ، ولا كرسي يتمدد عليه " كرش " أبله .. بل هو مسيرة الرايات ، فوج يسلمها لفوج ، وأموات يسلموها لأحياء ، وكما تعلمنا في أول درس بانت اخيرا مدى صدقية " زرعوا فأكلنا ، ونزرع فيأكلون " فلننقلب على من يحول واقعنا الى فراغ ، ومصيرنا الى قشة ، وترابنا الى حصيرة تطوى ، ولنعيد الحياة الى تلك الحكمة المدرسية لنعود لنزرع حتى تأكل أجيالنا القادمة وتدعوا لنا ، لا ان تدعوا علينا .. وأن يبقى الوطن كما أراده القائد المعزز .

هؤلاء العمال ، هم ذوو شأن عظيم .. فبهم سوف يصبح الحلم حقيقة ، فمن لمجمع الدوائر الضخم الذي سيصبح معلما يضاهي مدينة " بترا " ، إن لم يكن العمال محل اهتمامنا ، وإلا فلتتضمن اتفاقية المشروع ، استيراد العمال من شرق البرتقالة الأرضية ، أو توفير أكبر كم من " الروبوتات " أو الرجال الآليون لينفذوا ذلك المشروع ، ومشاريع البناء والنظافة والإنتاج في شتى مواقع العمل في البلد .. قبل ان يجتهد العمال في بناء مجمع المقابر لآمالنا واحلامنا وأشياءنا التي لا يفهمها من غرق في قعر اللذة .

وفي الاحتفال بيوم العمال هذا ، لا بد لنا ان نتذكر حقوقهم ، التي إنُشئت أول منظمة تعنى بالعمل والعمال لتكون مظلة تحمي مصالحهم وهم الأهم في مسيرة التنمية العالمية ، فقد تأسست منظمة العمل الدولية في سويسرا عام 1919 نتيجة للجنون الذي أصاب العالم إثر الحرب الكونية الأولى وتأثر العالم بها على مدى سنين بعدها ، وجاء تأسيسها على قاعدة دستورية أساسية وهي أن السلام العادل والدائم لا يمكن أن يتحقق ألا إذا استند على العدالة الاجتماعية ،، وهنا يلزمنا الضحك بالقهقهة ، فأين من عيني تلك العدالة ، فردوس مفقود ، في واقع موجود ، مليء بالازدراء والجحود .

كما إن الاعلان الخامس لأهداف منظمة العمل العربي تنص على تحسين ظروف وشروط العمل فى الدول الأعضاء بما يحقق :
- تأمين وسائل السلامة والصحة المهنية وضمان بيئة عمل ملائمة .
- توسيع قاعدة التأمينات الاجتماعية لتشمل الفئات العمالية فى مختلف الأنشطة الاقتصادية وشمول كافة فروع التأمينات للوصول إلى الضمان الاجتماعى الشامل .
- توفير الخدمات الاجتماعية للعمال وتحسين مستواها .
- تقنين الحد الأدنى للأجور وضمان أجر للعامل يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية .
- تنمية علاقات العمل .
- توفير الحماية اللازمة للمرأة العاملة والأحداث .

وهنا لا بد لنا من تذكرة لأصحاب القرار ، لنوصيهم خيرا بالعمال ، واليوم قد ارتفع صوت عمال المياومة ، فمن لهم بعد الله إلا جلالة الملك عبد الله الثاني نصير الضعفاء والفقراء ، فلتلفت لهم الحكومة التي تشيح بوجهها عنا ، فنحن لسنا بعيرا أجربا ، ولا وجه مشوه أكلته النار ، فيسيئكم منظر ما ترون ، ولسنا وحوش تتربص بالانقضاض عليكم على حين غره ، نحن أقرب الى قلوبكم من شغافها ، لأن الوطن هو قلبنا ، ألا يكفيكم إننا نفكر فيكم الليل والنهار ، وانتم تتحاشوننا في النهار وتقررون عنا في الليل ، ونحن نجري وراءكم خوفا وطمعا ، وانتم تجرون أمامنا هربا وتنصلا ، إنها أمانة أشفقن منها السموات والأرض ، وحملها الإنسان فهو ظلوم جهول ، وهي اليوم أمانة ، ويوم الدين خزي وندامة .

فكل عام والسواعد بخير ، والوطن بألف الف خير ، وعمال الوطن بخير ، أردنيون و" وقدعان " ، إن لهم حق علينا ، قبلة حرى ، على جباههم الغرّ ، وأكفهم السمّر .

royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :