جدارية فنية على أنقاض البيوت المدمرة في الشجاعية
17-05-2015 04:44 AM
عمون - مساحة شاسعة من الدمار لم يبقَ منها إلا بضعة جدران كانت كافيةً لتكون لوحةً معبرةً جداً عن الوجع الفلسطيني، بل عن نكبةٍ أولى تليها نكبات، نقشت بأيدي فنانين فلسطينيين ضمن الجدارية الفنية التي نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية على أنقاض البيوت المهدمة على أرض الشعف بحي الشجاعية شرق قطاع غزة.
الفنانون جسدوا في هذه الفعالية النكبة التي حلت بالفلسطينيين عام 1948، والتي يحيوا ذكراها بعد 67 عاماً، على أنقاض المنازل التي دمرتها آلة الحرب الاسرائيلية عام 2014، والتي خلفت الدمار والخراب الهائلين.
صالح المصري منسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية، أكد أن لوحات الفنانين ما هي إلا ربط بين نكبة وتهجير لشعبنا الفلسطيني عام 1948 وبين ما جرى من نكبة متجددة في الحرب الأخيرة على غزة من تهجير وتدمير وقتل وعدوان وقصف.
وأشار، إلى أن النكبة الفلسطينية تتجدد كل يوم من خلال العدوان الإسرائيلي على شعبنا وتأخذ كذلك أشكالاً عدة من خلال الحصار ومنع إعادة الإعمار ولجوء المواطنين للخيام، في مشهدٍ يحاكي ما جرى إبان النكبة الأولى".
وأكد المصري على أن العدوان "الإسرائيلي" المتصاعد ضد شعبنا الفلسطيني يحتاج إلى أن نوحد صفنا في مواجهة مخططاته والتوحد في خندق واحد أمام تطرف الحكومة "الإسرائيلية" بجانب حاجة الشعب إلى كل جهد عربي وإسلامي لدعم قضيته.
ومن جانبه، أكد مصطفى الصواف وكيل وزارة الثقافة بغزة، أن الجدارية رسالة واضحة بأن الفلسطينيين سيعيشون حياتهم بعزة وكرامة، حيث تقام على أرض الشعف بحي التفاح، حيث شهدت أول عملية بطولية حيث قتل فيها 13 جندياً "إسرائيلياً" وربما جرى أسرى جندي آخر.
وقال: هذه الأطلال التي نقف عليها رسالة لكل العالم لتشهد على العدو المجرم والإرهابي الذي يجب أن يلاحق ويحاكم، كما أن الجدارية الفنية خطها فنانون بريشتهم لتبقى شاهداً على جرائم العدو، ولتؤكد أن الفلسطينيين سيزيلون الركام وسيعيدون البنيان لإكمال المشوار وتحرير الأرض المحتلة كاملة.
الفنانة آية عبد الرحمن أعطت للوحتها صفة الإحياء، لترسل رسالة للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني الذي تعرض لكل هذه النكبات، لا زال قادراً على الحياة، ولا زال قادراً على زرع الأمل في حقلٍ من الصبار، وأن الفن الفلسطيني داعماً قوياً للقضية والهوية وحق العودة.
وقالت عبد الرحمن: لوحتي تعبر عن حقنا في العودة، لذا حاولنا من وسط الركام أن نؤكد أننا لا زلنا صامدون متذكرون لنكبتنا الأولى وتهجيرنا، وأن رسالتنا الفنية لا حدود لها ولا تعرف المستحيل".
فيما رأى الفنان التشكيلي باسل العكلوك من سكان دير البلح (42 عاماً)، أن الفن رسالة يقوم بها الفنان، لأن الوطن بحاجة لمثل هذه الرسائل، فالإنسان الفلسطيني يستحق الحياة ولديه حقوق لابد أن تعود بكل الوسائل الممكنة، فالفن رسالة إنسانية ثقافية، فهو يوحد كل اللغات ويفهمها الجميع.
واعتبر العكلوك أن الدمار الهائل في هذا المكان يوحي للفنان بضرورة الإصرار على رسالته الفنية لتجسيد واقع المواطنين والتعبير عن همومهم التي يكابدونها جراء النكبات التي تلاحقه عبر السنوات الطوال، كما أن هذا الدمار يوحي للفنان بضرورة الحلم حتى تتحقق كل الأمنيات، وأن يولد الأمل لإعادة البناء من جديد والاستمرار في الحياة.