قبل ايام قليلة زحف اهالي بلدتي الولجة 48 المقدسية المحتلة ليلة 21تشرين اول 1948 وبهجوم ليلي مباغت من الكتيبة الثامنة من لواء عشيوني لجيش العدو الصهيوني.. زحفوا رجالا و نساء واطفالا شيوخا وشبانا وفي مشهد احتفالي كبير وكأنه (بروفة) لتحرير قريتهم وعودتهم اليها وبعد 67 عاما من غياب قسري طويل ومؤلم....!
لم يابه الزاحفون الى بلدتهم المحتلة بقوات الشرطة والجيش الاسرائيلي فقد قاوموهم بالهتافات والاناشيد والاغاني الوطنية وفي معركة مشهودة كانت عند اشهر نبع من ينابيعها الثلاثين وهي (عين الحنية) التي لا يرتوي اهلها اينما حلوا في هذه الدنيا الا منها ....!

ورافق هذا الزحف الكبير لاهالي الولجة المحتلة 48 الذي نقلته العديد من وسائل الاعلام والغائبين عنها عشرات السنين والمشتاقين اليها اجمل الدبكات الشعبية الفلسطينية وفي المقدمة شبان وشابات في عمر الورود ..

فعلا.. لقد كان عرسا عربيا فلسطينيا كبيرا وبامتياز وغير مسبوق اكد فيه ابناء الولجة 48 على حق العودة كما اكدوا ان فلسطين عربية وستبقى عربية وان الاحتلال الى زوال، فقد احتل فلسطين عبر التاريخ رومان وفرس وصليبيون وترك وانجليز وفرنسيون.. وغيرهم من الغزاة وطردوا منها.. وسيطرد العدو المحتل الاسرائيلي عاجلا ام آجلا طال الزمن او قصر وما ضاع حق وراؤه مطالب عنيد ..!

لم ينجح المحتل الصهيوني من جيش وشرطة في ابعاد اهل الولجة 48 عنها على الرغم ان هذا العدو قام بتدمير البلدة بيتا بيتا بعد اقل من عامين من احتلالها العام 1948 بهدف اخفاء معالمها لمنع اهلها من التفكير في العودة اليها خاصة وانها وجميع القرى المقدسية وفق قرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة هي أراض دولية .. وبالتالي يجب الانسحاب منها كما هو مفروض هذا الانسحاب ومعا من مدينة القدس كاملة.

كل عام ..وفي ذكرى النكبة 48 طالما زحف ابناؤها للعودة الى بلدتهم الولجة 48 وبما يشبه (البروفة) للرجوع الكبير للشعب الفلسطيني وهذا الامل ليس ببعيد فـ(اسرائيل) رغم مرور 67 عاما على قيامها هي ( دولة مؤقتة ) ليس لها عاصمة مستقرة كباقي الدول حتى الان ..وليس لها حدود دولية رسمية حتى الان .. ولم يعترف بها صاحب الحق والارض الشعب العربي الفلسطيني والشعوب العربية .. وبشر الصابرين ..!
Odeha_odeha@yahoo.com