في ظل هذا الواقع المرير والمدمر للامة العربية وفي ظل هذا المصير الحزين للأمة تحدثت جلالة الملكة رانيا في مقال نشر على موقع حفنفتون بوست الالكتروني العالمي عن المرتكزات الانسانية للتقدم التكنولوجي وتساءلت ما الفائدة من التقدم التكنولوجي دون تقدم اخلاقي..؟ هذا التساؤل توقفت عنده كثيرا.. صحيح يا سيدتي ما فائدة اي تقدم دون أخلاق وقيم. فهناك ازمة ضمير.. ازمة اخلاق.. ازمة قيم.. ازمة ثقافة تعيشها الامة نتيجة الثورات العربية المفاجئة والعفوية حيث كانت دون قيادة او برامج فاستغلها البعض وسرقها واستغل الشباب الذين يعانون من البطالة والجهل فسادت ثقافة القتل والتدمير مما ادى الى ظهور التطرف.
فما العمل اذن سيدتي؟ لقد وضعت اصبعك على الجرح وناديت لحل المشكلة بأن تكون علاقات الامم مع بعضها البعض
على اساس انساني على الرغم من اختلاف العقيدة والدين والافكار كما كان في القدم.
احترام الانسان يا سيدتي للانسان يؤدي الى انتشار العدالة والحرية بين البشر لان الانسان الذي يقتل اخيه الانسان دون هدف ويدمر الحضارة والقيم والثقافة انسان تجرد من انسانيته لذا نحن بحاجة الى الاصلاح والاصلاح يبدأ بالحوار مع الاخر وتقبل الاخر.
الحوار يقرب الاراء والافكار ويؤدي الى وسطية في الفكر والعمل وهذا ما تحتاجه الامة ليكون نتيجته رسم نظام عربي جديد لا ان ننتظر دولا اخرى ترسم لنا نظامنا وسياساتنا هناك دول اقليمية اسلامية بجوارنا تتنامى قوة ونحن في تراجع ألا وهي ايران وتركيا تعمل لمصالحها علينا ان نكسبها لجانبنا لتكون رديفة لمشروعنا الاصلاحي الوسطي لان العالم يتغير من حولنا ونحن واقفون مكاننا هذا المشروع بحاجة الى علماء ومثقفين ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات وبحاجة الى برامج وتخطيط وبحاجة الى قيادة عربية اقليمية لقيادة هذا المشروع ومنها الاردن ومصر تستطيعان ان تقوما بهذا الدور لما يتمتع الاردن من مزايا الامن والاستقرار ومكانة وعلاقات دولية ومن رؤية ثاقبة لجلالة الملكين الشابين ومصر الشقيقة الكبرى باعتبارها رائدة في القيادة. حينها ينتج نظام عربي ديمقراطي ذا قوة موحدة. اذن نستطيع بعدها أن نذرف الدموع فرحا لكرامتنا ولانتصارنا.. الرأي