الارتفاع غير المسبوق في اسعار مختلف المنتجات في مختلف دول العالم والذي بات يشكل كابوسا وخطرا داهما على ملايين البشر الموزعين في مختلف بقاع العالم والتي بتنا نسمع ومن اعلى المنابر الحكوميه والدوليه بان خطر تزايد المجاعات والفقر والجوع بات فعليا يهدد ملايين الاطفال والنساء والشيوخ وفي العديد من دول وبقاع العالم وباتت معها تقرع نواقيص الخطر من مسؤولي العديد من الهيئات الدوليه بتزايد بؤر الفقر والجوع وليس هذا فحسب وانما قد يزيد من الجريمه والفساد والاعمال الغير مشروعه وتزايد ربما الاضرابات والقلاقل الى ماهنالك وكل هذا بدافع التحريض على ضرورة ان تبذل الجهات المعنيه كل جهد وامكانيات من اجل درء كل تلك المخاطر
ونذكر هنا ما حذر منه رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس حينما توقع تفاقم أزمة الغذاء في العالم مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية متوقعا ومبشرا بامكانية أن يكون القادم أسوأ بالنسبة لهذه الأزمةوقال ستراوس كان لإذاعة "أوروبا 1" الجمعة إن الأسوأ في أزمة الغذاء "قد يكون لم يأت بعد... وسيتأثر مئات ملايين البشر بأزمة الغذاءوكما توقع ايضا مسؤول كبير في البنك الدولي أن يهوي تضاعف أسعار الغذاء في السنوات الثلاث الأخيرة بـ100 مليون شخص في دول منخفضة الدخل في أعماق الفقر ويزيد معدلات الفقر في العالم ما بين 3% و5%.
ان العالم والذي بات يصيح ليل نهار على المزيد من الارتفاعات الهائله في مختلف صنوف الماكل والملبس والعيش الكريم لم يعد ممكنا للعديد من الاسر في العديد من دول العالم التكيف معها والذي في راي العديد من الخبراء والمحلللين الاقتصاديين وخبراء المال بان من احد اهم الاسباب لتلك الموجه العارمه من ارتفاع الاسعار والغلاء هو بان العالم بات تتحكم به القوه الاقتصاديه والعسكريه الكبرى في العالم ومن خلال عملتها والذي بدأت تتهاوى للعديد من الاسباب الداخليه والمغامرات العسكريه الغير محسوبة العواقب الى درجه ان وصف رئيس صندوق النقد الدولي الازمه الماليه التي تواجهها امريكا هي الاخطر منذ النكسه الكبرى
وهنا نقتبس بعضا مما قاله الخبير الاقتصادي مروان اسكندر حيث لخص بان هبه الاسعار ارتبطت بضعف سعر الدولارالذي هو كذلك أثر على أسعار النفط وعلى أسعار الغاز وما شابه ذلك وضعف سعر الدولار يعود إلى سياسات أميركية تعمم الآثار الضارة لأزمة التسليف المنزلي على بقية العالم، بمعنى ان الأميركان كونهم بيشكلون مانسبته 25% لوحدهم من الاقتصاد العالمي يشركون بقية العالم في مشاكلهم شاء العالم أم لم يشأ ويردف القول بان الدولار اليوم هو مشكلة أساسية وبالتالي فان الأسعار التي تقيم بالدولار ستبقى نشهد استمرار تصاعد اسعارها لمختلف السلع والمستوردات بشكل عام هذا برغم انه يتوقع عوده الحياه للدولار مجددا
وبهذا فان مايشهده العالم من موجات الارتفاعات الحاده في الاسعار والغلاء الفاحش واتساع رقعه الفقر والجوع هو نتيجه منطقيه للعولمه التي جعلت غالبيه العالم يدور في فلك واحد وقطب واحد يتاثر بما يعانيه ذلك القطب من مشاكل ويريد حلها على حساب الاخرين ؟
salabsi@yahoo.com