هذا ما يحدث في مستشفى الجامعة الأردنية
د. ماجد الخواجا
01-05-2008 03:00 AM
الدكتور خالد الكركي:
أكتب هذه الكلمات والقلب دامٍ والعين دامعة وإنا على فراقك يا هاني يا أخي الوحيد يا ابن أمي وأبي.. مات هاني أبو العبد، منذ أكثر من شهر وهو يستشيرني في رغبته بالتقاعد من الجامعة الأردنية التي عمل بها موظفاً لمدة تتجاوز الربع قرن.. كان خائفاً على بعض قروش المكافأة لنهاية الخدمة.. كان يريد التقاعد، وها هو يحصل عليه.. هو أب لستة أبناء كلّهم يدرسون في الجامعة.. مات هاني، حين سمعت صراخه حيث نسكن بنايةً واحدة.. نزلت فشاهدته يتلوى على الأرض ويصرخ ألماً، حملته بسيارتي دون أن أدرك أن تلك كانت الجلطة الأولى.. وصلت به إلى طوارئ مستشفى الجامعة، أدخلناه إلى إحدى الغرف، سألونا عن حالته، قلنا لهم، لقد بدأ يصرخ فجأةً من الألم وضيق النفس، قام الطبيب المقيم بوضع ( تبخيرة) وتركوه، كانت الساعة التاسعة والنصف تقريباً، زاد صراخ أبو العبد حتى ملأ المكان، كانت هذه هي الجلطة الثانية والقوية.. لكن الطبيب المقيم الذي لا أدري ما هو اختصاصه، بدأ يضع له المجسات ليفحص القلب، هذا القلب الذي كان في طور الاحتضار والانطفاء، لكن الصراخ يزداد والوجع يخنق الآفاق.. فقاموا بنقله إلى غرفة يقال أنها مجهزة لاستقبال حالات القلب، بدأ يدخل واحد ويخرج آخر.. استمرت هذه الحركة لمدة تتجاوز الساعتين.. كانوا يخرجون علينا وهم يقولون بأن الحالة تحت السيطرة.. فكان خروجهم الاخير بإعلان وفاته وذلك بعد ثلاث ساعات من دخوله قسم الطوارئ..
أنا مؤمن بقضاء الله وقدره.. لكنني أضع هذه الأسئلة مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق للتأكد من سلامة الإجراءات التي قدمت لهاني رحمه الله..
- هل كان كافياً قيام الأطباء المقيمين بمحاولات المعالجة؟
- هل كانت الغرفة مجهزة بالشكل الصحيح لاستقبال مثل حالة المرحوم أبو العبد؟
- هل كان ينبغي القيام بعملية قسطرة وعدم الاكتفاء بمحاولات الإنعاش؟
- هل كان من الضروري حضور الطبيب المختص ولماذا لم يتم استدعاؤه بالرغم من تواجد ومعاناة المرحوم لمدة ثلاثة ساعات؟
- هل العلاج يتم بطرقة التوقع أم بالفحص الدقيق؟
- هل كانت الإجراءات كما ينبغي أن تكون؟
إنني وبالرغم من عمق الجرح.. أدعو الكركي لبيان أسباب التقصير.. وتشكيل لجنة للتحقيق في سلامة الإجراءات؟
ليرحم الله فقيدنا وليتولانا المولى برحمته.. أما ما يحدث في مستشفى الجامعة فهو موضوع له مقامه في الوقت المناسب.