عادت الجامعات الأردنية الرسمية الى الواجهة بفضل حادثة اقتحام معتصمين رئاسة جامعة البلقاء، وإخراج رئيسها، والعنف في هذه المرة جاء من جانب الموظفين.
كان عام 2013 الأكثر دموية في تاريخ الجامعات الأردنية لكن العام الفائت لم يخل من عنف كذلك بينما لا يزال الباحثون وعشرات الدراسات تبحث عن الأسباب ولا تجد الحلول التي عثرت عليها الحكومة أخيرا بتغيير رؤساء الجامعات في تعويذة يلقيها وزراء التعليم العالي كلما اشتدت الخطوب علها تفك العقدة.
العنف حوّل اﻟﺠﺎمعات إﻟﻰ ملف أمني، لكن الأسوأ كان في امتداد هذا الفهم ليشمل أسلوب التعيين واختيار الرؤساء، الذي غالبا ما يتم بسرية وبشكل مفاجئ خوفا من الإحتجاجات.. «طـريقة تغييـر رؤساء الجامعات تحولهم إلى «عمال مياومة».. الوصف هذه المرة جاء من رئيس أكبر الجامعات وأعرقها د. اخليف الطراونة.
هناك أزمة جامعات، لكن السؤال عن الأسباب يجب أن يسبقه سؤال عمن سمح بتقسيم حرم بعض الجامعات بين الطلاب على أساس جغرافي وعمن سمح لأن يفرض أبناء منطقة أو مدينة رؤساءها وكوادرها والموظفين فيها لمجرد أن الجامعة أقيمت هناك !
وفي الجامعات أيضا تضخم إداري فلم تستثن هي أيضا من حشوها بالموظفين فبينما أن النسبة العالمية للجهاز الإداري المكافئ للجهاز الاكاديمي هي «1 مقابل 1» الا انها في الجامعات الاردنية «8 مقابل 1» اي ان لكل اكاديمي 8 إداريين.
نفتقر في جامعاتنا إلى قامات بمستوى ناصر الدين الأسد, ومحمود السمرة, وعبد الكريم الغرايبة, وعلي محافظة وسعيد التل, وعشرات من نجوم الأدب والعلوم والفن والفكر !! ومر وقت توقفت الجامعات عن رفد المجتمع بمبدعين فلم يسجل لأي من طلبتها اختراعا أو مبادرة خلاقة، هل اختفت شريحة الأذكياء، لا أظن ذلك، لكن صورتهم توارت خلف مبدعي الفوضى ومبتكري العنف.
أكثر من 22 جامعة خاصة وحكومية لم نجد لها فكرة لتطوير خدمة أو خط إنتاج في مصنع أو حتى محاولة لإنتاج عقار طبي جديد وفي مثال آخر هناك أربع جامعات على الطريق الدولي من الزرقاء إلى الرمثا, هي جزر معزولة، لا تنتمي إلى المجتمع المحلي ولا تتشابك معه.
لماذا تضطر جامعة عريقة مثل «الأردنية» إلى نشر كاميرات مراقبة تلاحق الطلبة؟
أخفقت مبادرات إصلاح التعليم ولا عجب أن 73% من القبولات محسومة سلفا فمن أين يأتي الإبداع؟ الرأي