لا زلنا نغرق في التغييب والتجهيل
15-05-2015 01:33 AM
الجيش العربي الأردني في حرب عام 1948م
الحقيقة والسؤال
الحقيقة : ( نترك الآخرين يكتبون تاريخنا على هواهم ويقبضون أجرا مضاعفا منا على ما فعلوا ، ثم نغرق في التصحيح والتعديل ).
والسؤال : لماذا لم نشاهد حتى الان عملا كبيرا حقيقيا عن حرب 48 فيه الانصاف الحقيقي والبحث العلمي وان يكون عملا بايدي اردنية حقيقية ؟
لم يكن دور الجيش العربي الأردني قد ابتدأ فقط مع فجر يوم الخامس عشر من أيار 1948م ، بل أن الدور قد ابتدأ من يوم أن بدأت تتكشف خيوط المؤامرة لاغتصاب فلسطين وتحويلها كوطن قومي لليهود. ولم يتوان الجيش والشعب الأردني من تقديم كل الدعم لأهل فلسطين منذ عشرينات القرن الماضي وحتى الآن، وتمثل الدعم والمساندة بأوجه مختلفة منها :
1. لم ينقطع سكان شرق الأردن عن التوافد على فلسطين لتقديم الإسناد والعون والقتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية أو بمجموعات قتال أردنية مستقلة.
2. قام الأردنيون بتقديم السلاح والعتاد من خلال معابر جبلية وغيرها لأهلنا في فلسطين خاصة عبر جبال البترا ووادي موسى وعبر اودية ام قيس واليرموك .
3. مارس الجيش العربي الأردني دور التدريب العسكري لرجال المقاومة الفلسطينية ،وتطلب الأمر أن كان رجال الجيش الأردني يرتدون لباس المقاومة الفلسطينية حتى لا يكشف الانتداب واليهود أمرهم.
4. كانت الحكومة الأردنية على تواصل مع بلديات فلسطين خاصة في القدس والخليل ونابلس ،أيضا مع اهتمام أردني خاص بالأماكن المقدسة.
5. لا ننسى أن أول إعمار هاشمي للقدس والمسجد الأقصى كان عام 1924م وبتبرع خاص من الشريف الحسين بن علي ،وبعد اكتمال مرحلة الإعمار هذه رعى الملك المؤسس " الأمير آنذاك " حفل انجاز تلك المرحلة عام 1926م.
وبالتالي فان أي عمل مرئي أو مسموع يتناول تاريخ الجيش العربي الأردني في حرب عام 1948 يجب أن يبنى على فرضيات وحقائق منها:
1. أن اسم الجيش ليس التسمية الانجليزية " Arab Legion" أو الفيلق العربي بل أن الاسم هو الجيش العربي الأردني.
2. أن القائد الأعلى لهذا الجيش هو جلالة الملك عبدالله الأول فقط وهو أيضا قد انتخب من جامعة الدول العربية كقائد عام لكل الجيوش المقاتلة على ارض فلسطين.وهناك سلسلة من المراسلات والوثائق حول هذا الأمر .
3. استمر الجيش العربي الأردني في القتال وبقيت جبهته مشتعلة خلال ما قبل الهدنة الأولى وما بعدها وما بعد الهدنة الثانية وحتى على طول خطوط 67.
4. الجيش العربي الأردني لم يهزم في أية معركة خاضها في فلسطين عام 1948م.
5. كان الجيش الأردني يقاتل بنظام الجيوش النظامية بخطة عسكرية وقيادة ثابتة.وقد تشكل من خمس كتائب اثنتان منها بقيادة عربية هي الرابعة بقيادة حابس المجالي والسادسة بقيادة عبدالله التل.
6. لا ننكر وجود المقاومة الفلسطينية بتنظيمات مختلفة وكان هناك تعاون مع الجيش العربي الأردني ولكن لا يمكن مقارنة عملياتها المحدودة جدا بعمليات الجيش العربي الأردني الشاملة.
7. لا توجد أي عمليات مشتركة نهائيا بين الجيش العربي الأردني وأي مجموعة مقاومة نهائيا ولكن كان هناك تنسيق في بعض الأحيان.
8. خلال الهدنتين الأولى والثانية قام جلالة الملك عبدالله الاول بجولات واتصالات لحشد القوة العربية الكافية لاستمرا القتال وتحقيق الانتصار المفترض ان يكون بوحدة الجيوش العربية
9. كانت القدس هي محور الصراع والهدف الحيوي للجيش العربي الأردني وان القيادة الانجليزية كانت ترفض إرسال الجيش الأردني إلى القدس، ولكن كانت أوامر الملك عبدالله لإرسالها إلى القدس خاصة مع استغاثة أهل القدس أنفسهم ، وبالتالي نلاحظ أن الكتيبتين الرابعة والسادسة بقائديهما حابس المجالي وعبدالله التل هما اللتان قاتلتا في القدس .
10. الحذر من الاعتماد على المراجع الخارجية من جهات تناصب الأردن العداء وتتعمد التقليل والانتقاص من الدور الأردني على كل صعيد وليس فقط في واجباته القومية إزاء فلسطين ،
11. الحذر من أن يترك تاريخ الأردن لمن هب ودب لأولئك الذين لا هم لهم إلا المتاجرة في هذا التاريخ وتشويه صورته معتمدين ومستندين إلى الفقر في المعرفة بحقائق تاريخ الوطن.والان وبد 67 عاما على هذه الحرب لا زلنا نتلمس طريق الحقيقة وهو واضح ، ولا زلنا نتجه نحو الرد على المهاترات والاتهامات باسلوب الفزعة ، ولا زلنا لا نملك عملا مميزا شاملا يشرح الحقيقة ويكون من عمل ايدينا نحن الاردنيين بعيدا عن المتاجرة والاقصاء والتغييب المتعمد والتجهيل .
حرب 48 هي مدرسة وطنية وتشمل فكرا اردنيا هاشميا وتضحيات يشهد الجميع عليها ، والشواهد كثيرة ولكن الشهود قليل قليل والتعطيل اكثر .