الامير فيصل يرعى الاحتفال الديني بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين
14-05-2015 09:04 PM
عمون - سيف العمري - رعى نائب جلالة الملك، سمو الأمير فيصل بن الحسين، الاحتفال الديني الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الخميس، بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج الشريفين في المركز الثقافي الملكي.
وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل داوُد :"إن الله تعالى هيأ لرسوله الكريم رحلة الإسراء والمعراج تسرية وتسلية له عما قاسى، وتعويضا عما أصابه في أثناء عودته من رحلة الطائف كسيف البال حزين النفس بعد أن أذاه أهل الطائف وضربوه وأدموه، ليعلمه عز وجل أنه إذا كان قد أعرض عنك أهل الارض فقد أقبل عليك أهل السماء وإذا كان هؤلاء الناس قد صدوك فإن الله يرحب بك، والأنبياء يتخذونك إماما لهم".
وأضاف : في هذه اللحظات العصيبة ينزل عليه ملك الجبال يستأذنك أن يخسف بهم فيأبى الرسول الكريم محمد قائلا: "إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون".
وبين أن هذا الموقف النبيل من الرسول المصطفى، نضعه أمام العصابات التي اختطفت هذه الصورة المشرقة، وأطلقت أوكار الظلام التي تديرها وتستغل أسماء "الدولة الاسلامية" ودولة الخلافة الاسلامية"، في محاولة لتصدير دينهم المشوه، الذي جاء للناس بالذبح والحرق وقطع الرؤوس، بعيدا عن دين الرحمة، الذي جاء به نبي الرحمة قائلا "إن هؤلاء جاءوا لنا بصورة كريهة شوهوا بها ديننا الحنيف ومن المؤلم انهم يرتكبون جرائمهم وينفذون القتل والحرق وهم يهللون ويكبرون بدعوى الجهاد والاستشهاد.
وقال إننا اليوم بأشد الحاجة أن نصحح أفهام الناس لحقيقة هذا الدين، وأن نوجه شبابنا للعمل والانتاج والابداع والابتكار، بدل أن نوجههم للتفجير والتفخيخ والانتحار، حتى نلحق بركب البشرية ونسهم في بناء الحضارة الإنسانية، ولنكون عند حسن ظن نبينا الذي أراد أن نكون شامة للأمم".
واشار إلى أن الوزارة وكجزء من الخطة الاستراتيجية التي أعدتها الحكومة، تعمل بكل جهدها لصياغة خطاب إسلامي راشد، مستنير ومؤسس على فهم عميق للقرآن الكريم والسنة الشريفة وروح الدين الإسلامي، الذي أراد لأمة الإسلام أن تسهم في بناء الحضارة الإنسانية، لا أن تنغلق عنها، إضافة إلى دورها في بيان إفك وزيف ما يقوم به هؤلاء الدخلاء على الدين وتنوير أبناء المسلمين بخطرهم، مبينا أن من واجب المسلمين اليوم البراء من هذه الجماعات المصنوعة على أيدي أعداء الأمة باسم الإسلام.
وأوضح دور الدولة الأردنية بهذا الواجب المقدس، مبينا:" انه على الرغم من التحديات والصعاب التي تواجهنا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، فإن ذلك لا يصرفنا عن واجبنا المقدس في الدفاع عن أولى القبلتين المسجد الأقصى المبارك، وتقديم كل ما يلزم للحفاظ على هويته الإسلامية، والتصدي لكل المحاولات الصهيونية الرامية الى النيل منه، وإلى تزييف تاريخه واختلاق روايات واهية حوله فهذا واجب مقدس ومشرف تقوم به القيادة الأردنية بإشراف مباشر وتوجيه مستمر من لدن صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني، أداء للأمانة التي حملها الهاشميون كابرا عن كابر كشأنهم في كل قضايا الأمة المصيرية".
وأكد وكيل الأزهر الشريف عباس شومان، أن الأزهر يدعم جهود المملكة في الحفاظ على المقدسات الإسلامية، ويثق في وعد الله "باننا يوما ما سواء اكنا موجودين أو من خلال أبنائنا أو احفادنا سنصلي في القدس الشريف صلاة آمنة، مبينا أننا بحاجة ماسة الى استحضار موعظة هامة نلمسها في هذه الرحلة فمن بيت الله الحرام كانت البداية والى المسجد الاقصى كانت نهاية الرحلة الارضية في اشارة ودلالة إلى أن ربوع المسلمين كلها مرتبطة وعلى المسلمين جميعا أن يعملوا على وحدة صفها ولا يسمحوا لأحدهم أن يفرق بينهم فأمة الاسلام امة واحدة".
وقال إنه يجب على كل مسلم وحر أن يُحيي قضية القدس في قلبه، كونها قضية حية لن تموت، إذ " اننا بأمس الحاجة للخروج من حالة التخبط التي وقع فيها كثير من أبناء جلدتنا وان نعيد لحمة الصفوف ونتوحد لمواجهة التحديات التي تحيط بنا من كل حدب وصوب، ومن حدودنا كافة، ومن بيننا يقودها اعداءٌ للأمة تتذرع بعضهم بديننا الحنيف زرعوا بيننا من ابناء أمتنا من يندس بين صفوفنا ويظهرون أنفسهم على أنهم من المسلمين وعلى أنهم يعملون على رفع راية الاسلام والاسلام منهم ومن اعمالهم براء فليس في ديننا ذبح ولا حرق ولا ترويع للأمنين".
وعلى صعيد متصل قال مفتي فلسطين الشيخ محمد احمد حسين: إن الله قرر من فوق سبع سموات اسلامية هذا المسجد وان للمسلمين وحدهم حق الولاية عليه حيث قال الرسول عليه السلام " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى"، مشيرا الى أن هذه الولاية والوصاية والرعاية للمسجد الاقصى لم تنقطع ابدا حتى في احلك الظروف، وبخاصة بعد فترة الحرب العالمية الأولى والانتداب إذ قيض الله للمسجد من يرعاه ويساعد على إعماره بالتعاون مع المرابطين والصادقين في رحابه الشريف وعند بواباته وبوابات القدس وفوق الارض الطيبة المباركة.
وبين أن المغفور له بإذن الله ، الشريف الحسين بن علي ،الذي يرقد في رحاب المسجد الاقصى المبارك، هب لاعمار المسجد منذ ذاك الوقت وحتى وقتنا والهاشميون يضطلعون بهذه المهمة النبيلة والمكرمة العظيمة التي شرفهم الله بها، بأن يكونوا حماة ورعاة وأوصياء على هذا المسجد المبارك، قائلا: "إن المسجد المبارك مر بأخطار كبيرة وأوقات عصيبة من ابرزها الحريق الآثم، الذي أتى على جزء كبير منه ودمر منبر صلاح الدين الايوبي التاريخي والحضاري، الذي تم بناؤه في ارض المملكة وتم تركيبه ونصبه في المسجد الاقصى عام 2007 برعاية سامية كريمة من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ومن اسرته الهاشمية ومن حكومة الاردن ممثلة بوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية".
وفي كلمة لعميد كلية الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور أنس أبو عطا، قال: "إن ما نشهده من حديث الخطباء في مثل هذه الأيام عن المسجد الاقصى ومكانته وبيت المقدس وعلو درجته، يقابل بحديث بعض الخطباء الذين يفتون بحرمة زيارته حيث ان هذه القضية حصل فيها اختلاف وخلاف بين المعاصرين ومن سبقهم من السلف الصالح".
وبين أن الآصل هو الدعوة والاستحباب لزيارة الاقصى، لأن ذلك مؤيد بنصوص شرعية ومصالح معتبرة منها قوله عليه الصلاة والسلام :" ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ ، فَإِنْ لَمْ تَأْتُوهُ وَتُصَلُّوا فِيهِ ، فَابْعَثُوا بِزَيْتٍ يُسْرَجُ فِي قَنَادِيلِهِ"، مشيرا الى أن النبي عليه السلام قالها والاقصى تحت الاحتلال الروماني وقام الرسول ايضا وصحابته الكرام بزيارة المسجد الحرام والطواف والصلاة والاعتمار فيه ومكة المكرمة في قبضة المشركين ولم يكن ذلك تطبيعا معهم" .
وحضر الاحتفال كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدة لدى البلاط الملكي الهاشمي.بترا