تحفل المواقع والمصادر التاريخية بالعديد من المقاربات حول تاريخ الأصنام ودلالاتها ومنها هبل الصنم الأكبر في الكعبة، قبل هدمه مع غيره بعد فتح مكة.
ويعود الباحثون غالبا الى مصادر شائعة أبرزها الكلبي وابن هشام واليعقوبي، وكذلك مقالات لسيد قطب وأحمد أمين…إلخ، وها أنا أعود الى هذا الموضوع
أولا، الشائع أن هبل، صنم من العقيق على شكل إنسان يقال إن قريشا عوّضت يده المكسورة بيد من ذهب، وقد نقلته قريش عن كنانة وصار صنمها الأكبر.
وقد قيل في تفسير أو تأويل اسمه العديد من الروايات كما لو أنها روايات متناقضة او متباينة ومنها.
1. أنه من الهبلة أي القبلة.
2. أنه، من هبلته أمه أي ثكلته.
3. أنه من زفر، كثير اللحم والشحم.
4. أنه اسم آرامي قديم، حيث اشتقت العبرية والعربية، على حد سواء، وهو مركب من ال التعريف الآرامية "ها"" صارت دارجة في اللغة العبرية"، ومن بعل "السيد" والمعلم.
5. أنه من أسماء أو دلالات القمر "الانثروبولوجيا الصحراوية للمحاربين والتجار" والأفعى "دلالة الحياة المتجددة".
ثانيا، من اللافت للانتباه أن هبل برغم أنه الصنم الأكبر من بين مئات الأصنام في مكة، إلا أنه لم يذكر في القرآن أبدا لا من قريب ولا من بعيد مقارنة بأصنام مثل مناة والعزى واللات…
ثالثا، في التعليق على ما سبق:-
1. أن هبل كما أصنام أخرى نقله عمرو بن لحي من بلقاء "الكرك" إلى الجزيرة العربية.
2. أن كل التأويلات له ماعدا دلالته القمرية، تأويلات متداخلة متكاملة: القبلة، ثكلة الأم، الزفر، السيد والمعلم، لاسيما بالإضافات التالية:
أ- أنه ليس بعيدا عن "هابيل" وقربانه الحيواني ومقتله على يد قابيل.
ب- قد لا تكون يده هي المكسورة بل دلالة أخرى من دلالات عدم الإنجاب المرتبطة بدلالات الولادة من أم عذراء مما يذكر بما يرمز له كبش القطيع "المرياع" الذي يربط أيضا بالمسيح "الحمل".
فنحن هنا أمام قربان حيواني "بشري" في الواقع مقابل القربان النباتي وأمام ظاهرة "الابن القربان" عند الشيعة والمسيحية، كما في الديانات التموزية والفرعونية مقابل ظاهرة "الأب" عند اليهود وبعض تأويلات "السنة".
ج- مقابل انتشار اليهودية في يثرب "المدينة المنورة" كانت المسيحية منتشرة في مكة المكرمة، بل إن خديجة نفسها قبل اسلامها كانت مسيحية، مما يؤشر على الدلالة المسيحية لهذا الصنم.
د- ومما له دلالة أيضا أن الديانات جميعها منحازة لهابيل وقربانه الحيواني مقابل القربان النباتي لقابيل، وقد تعني موقفا من الحضارات الزراعية مقارنة بالرعي والتجارة.. العرب اليوم