تعالَوا نحدد مصلحتنا الأردنية الآن !
محمد الداودية
14-05-2015 02:49 AM
الذين عابوا على بشار الأسد أنه مستعد لتدمير سورية وحرقها وتشريد شعبها، من أجل كرسيه وبقائه رئيسا لسورية، لا يفعلون منذ أكثر من أربع سنوات، سوى أنهم يدمرون سورية ويحرقونها ويشردون شعبها، من اجل تدمير رجل وإزاحته عن السلطة.
والمفارقة العجيبة إن الأنظمة التي تعمل على إطاحة النظام الدكتاتوري السوري، هي نفسها أنظمة اوتوقراطية، مغرقة في القدامة والخرافة والجهل والفساد، وهي اكبر مصنع لإنتاج الإرهابيين وغلاة القتلة، وهي أنظمة الماضي الأسود السحيق، التي ليس فيها أي شكل من أشكال الديمقراطية والكرامة الإنسانية.
وتعالوا نحدد مصلحتنا كأردنيين:
1 – نحن لا نستطيع تحرير الشعوب المضطهدة من حكامها المستبدين.
2 – الصراع على السلطة هو شأن داخلي، فالشعوب تحل مشاكلها مع أنظمتها.
3 – مملكتنا أبرز النظم السياسية القائمة على الشرعية، ولذلك فنحن مع الشرعيات العربية المنتخبة.
4 – مصلحتنا أن يتوقف القتال والدمار في سورية الآن، ليتوقف فيضان اللاجئين السوريين، وليصبح بالإمكان عودة السوريين اللاجئين عندنا إلى ديارهم.
5 – توقف القتال في سورية من شأنه وقف احتمال امتداد الخطر إلى بلادنا، وسيترتب عليه طفرة لمصانع الحديد والاسمنت ولقطاعات الإنشاءات والمقاولات والزراعة والتجارة والنقل والترانزيت الأردني.
6 – توقف القتال الآن يوفر أفضل الفرص لهزيمة الإرهاب. قصف طيران التحالف الاممي الجوي لا يهزم الإرهاب، الحرب البرية هي التي تهزم الإرهاب، وهي مستحيلة بدون جيش سوري معافى وجيش عراقي معافى.
7 – استمرار الصراع الاممي على السلطة والنفوذ والموقع والطاقة والسوق السوري، الذي تخوضه بالوكالة، قوى وعصائب وعصابات وكتائب من نحو 80 دولة، يلحق بالأردن أفدح الأضرار الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
8 – استمرار الصراع الاممي على سورية سيمكن إيران من إحكام قبضتها كليا على سورية – وبالتبعية لبنان- مذهبا وأرضا وجيشا وحكما وموقعا استراتيجيا.
9 – استمرار الصراع الاممي على سورية سيؤدي إلى تقسيمها لدولتين إن لم يكن أكثر، دولة للعلويين في جبال العلويين ودولة أخرى للسنّة.
10 – سيحصل الشعب السوري – إن نجحت الإطاحة بالأسد – على بلد يباب خراب، لن تقيمه الأموال الموعودة – مخيم نهر البارد في لبنان نموذجا – وسيحصل الشعب السوري المنكوب على حكم مجهول المضمون، لكنه بالتأكيد حكم على صورة الأنظمة الأوتوقراطية المحافظة المغرقة في الفساد والاستبداد والخرافة والجهل التي تُخَلِّقه، حكم لا حقوق إنسان فيه ولا كرامة، حكم إقصائي متوحش مستبد على لون الحكم المستبد الفاسد الطائفي العراقي.
11 – استمرار الصراع الاممي على سورية مرشح للاستمرار والتطور والكر والفر لعدة سنوات كفيلة بإنهاك بلادنا وإزاحة المزيد من أبنائنا إلى مرجل البطالة الذي هو ابرز تحد يواجهنا اليوم والذي هو ماكينة تفريغ جاهزة لإنتاج الإرهابيين.
12 – مصلحتنا الوطنية الأردنية، شعبا ونظاما، تقتضي الافتراق عن المسار التقليدي لتحالفاتنا القديمة، بحكم المصلحة والضرورة.
13 – توقف الصراع الاممي على سورية من شأنه أن يعيد الأنظار والاهتمام إلى خطر المشروع التوسعي الصهيوني المتفرد بشعب فلسطين الرازح تحت الاحتلال. العرب اليوم