السياسة المائية في الأردن تنطلق من ان الثروة المائية من الحاجات الحالية والمستقبلية للسكان لذا فالوزارة دائمة البحث عن مصادر جديدة للمياه لتغطية حاجة المواطنين ، والوثائق والدراسات الدولية والمحلية المتخصصة في القضايا التنموية والسكانية تؤكد أن الأردن يصنف من الدول التسع الأفقر مائيا في العالم ، وأن حصة الفرد في الأردن من المياه ( 126 ) متر مكعب سنويا في حين أن المعدل الطبيعي لنصيب الفرد هو ( 1000) متر مكعب سنويا ، وهذا يشير إلى أن المواطن الأردني يحصل على ( 10%) فقط مما يحصل عليه الفرد من المياه في الدول المتقدمة .
أعود لعنوان المقال والذي قد يضع القراء في حيرة وغرابة وتساؤل ما علاقة المياه وشحها بالعصابة ( 567 ) ، ومن هي هذه العصابة ، وهل للمياه عصاباتها وشللها ، ام لا يوجد علاقة بين العنوان والمحتوى . ام ان هناك لبس وغموض وخروج عن الموضوع .

اطمأن القراء الأعزاء لا يوجد لبس ولا غموض في الموضوع فالعصابات التي نسمع عن تكاثرها في الوزارات والدوائر والمؤسسات وحتى الجامعات ، لم تسلم منها المياه ، فمثلما يوجد للوزير شلله وعصاباته واذنابه ، فللمياه عصاباتها وشللها وطرق التحايل على التملص والتهرب من دفع اثمانها او سرقتها وهي في باطن الارض . فالاخبار الواردة من وزارة المياه والري لا تسر ولا تفرح ، المعلومات تشير الى وجود عصابة لسرقة المياه وعلى مرأى ومسمع المسؤولين في وزارة المياه ، حيث تؤكد السجلات وجود ( 567) بئر غير مرخص \"مش هيك بس \" ، وأن اصحاب هذه الآبار يقوموا بضخ كميات اكبر مما هو مسموح به . ويبلغ هذا الضخ ما نسبته ( 200%) من الضخ المسموح به في حال ترخيص هذه الآبار ، وتقدر كمية المياه التي تضخ من هذه الآبار ( 35) مليون متر مكعب سنويا . وقد ساهم هذا الضخ الجائر إلى هبوط في سطح المياه الجوفيه ما يقارب ( 70 ) متراً في بعض الاحواض وخاصة الموجودة في الزرقاء وعمان والضليل والازرق والجفر ، وأدى إلى ارتفاع في نسبة الملوحة ، وهذه العصابة تقوم بهذا الفعل برغم معرفة الجميع ان المياه الجوفية هي المصدر الرئيس والوحيد لمياه الشرب في الأردن .

اليوم اكتب لكم عن هذه العصابة التي تتالف من ( 567) صاحب بئر ، يقومون \" عينك عينك \" وبعز الظهر بسرقة المياه والمتاجرة بها ، وسبق لي أن كتبت في عام 1999 عن عصابة من نوع اخر ولها علاقة بالمياه وهي عصابة الـ ( 500) ، ولمن يرغب في زيادة ثقافته عن العصابات والشلل ، اقول له أن هذه العصابة تتألف من ( 500) شخصية أردنية سوبر ، مصنفون مواطنون من الدرجة \" هاي هاي \" ، مدعومون ، كل يوم يستحمون ، وفي فللهم برك سباحة وجاكوزي يملكون ، هؤلاء بأختصار لا نحسدهم على هذه النعمة فمن منا من لا يحب ان يستحم كل يوم ، ومن منا لا يحب ان يمتلك في بيته جاكوزي وساونا وحمام بخار ، بدلا من حمام الغاز او الكاز الذي يحول حمامنا من حمام مائي الى حمام على الريحه ، هذه العصابة المكونه من هذه الشخصيات لا تدفع فواتير المياه المستحقة عليها والتي بعضها من يوم توصيل اول ماسورة الى بيته ، ومن اول يوم احتفلنا بتاسيس \" سلطة للمياه \"
\" تمزمزوا على ها الخبرية واعيد لكم لكي تتمزمزوا من اول يوم اسسنا سلطة للمياة والعصابة مش حاسبة حساب للسلطة \" هذه العصابة المدعومة لا احد يستطيع الاقتراب من عداداتها لأخذ القراءة او حساب الفاتورة المطلوبه منهم ، او حتى ادخال اسمائهم على حواسيب وزارة المياه والري ، فاسمائهم لا تدخل إلا حواسيب المطارات والبنوك وصفقات الاسهم والبورصات ، وحتى لو اقترب احد من فللهم او قصورهم او قام بقراءة العداد ، فمن يجرؤ على مطالبتهم بدفع المبالغ المستحقة عليهم ، ولعل الغرابة تكتمل اذا عرفنا ان ( 4 ) شركات مستحق عليها مبلغ خمسة ملايين دينار منذ سنوات ، وهذه الشركات تضرب عرض الحائط \"متنحة معاها ومش راضية تدفع لا كاش ولا تقسيط \" .

اكتب لهم بمرارة ، وخاصة إذا عرفتم ان اكثر ( 200 الف ) من الغلابي والمزمرين والممسوحين ومنتفعي صندوق المعونة الوطنية قد تم قطع المياه عنهم بسبب عدم قدرتهم على دفع الفاتوره المطلوبه منهم ثمنا للمياه والتي في الغالب لا تزيد عن ( 10) دنانير ، وليلعم القراء ان المطلوب من هؤلاء الـ ( 200) الف هو مبلغ بحدود مليوني دينار فقط ، تصوروا وتخيلوا ( 4) شركات مستحق عليها ( 5) ملاين دينار لا تدفع ولا واحد قادر يقول يا جماعه ترى احنا عنا \" مفاتيح انجليزي ومفات وكتكت وكواع وصلات انش ونص انش ، ترى اذا ما دفعتوا المي ما بتصلكوا \" ما حدى قادر ايقول يا جماعة تعالوا نتفاهم ونقسط ها المبالغ عليكوا ، و ( 200) الف مواطن تم قطع المياه عنهم ، والله لو العندليب الاسمر حي كان غنالكم \" يا مقطوعين بالمي ياه يا محرومين من الحمام ياه \" . ما هذا الانجاز والسرعة والدقة في قطع المياه يا سلطة المياه ، ويا شركة مياهنا ، وعلى ها الخبرية انصحك يا دولة \" ابو سليمان ، وانت العزيز الغالي على كل مزمز وطفران \" اذا عندك نية تعديل حكومي ، الغي وزارة المياه واتتخذ قرار سريع وفوري بتأسيس مجلس اعلى للمياه لضبط المياه المهدوره وتحصيل الفواتير غير المدفوعة وارواء الافواه الفقيرة .

اخر الكلام ،،، يا وزير المياه والري ، خليك مع الغلابى حالم ، ومع العصابات صارم ، اقطع المياه عن الفلل والقصور الفارهة وبرك السباحة ، امنح المواطن الغلبان المستور مزيد من الوقت لتدبير أمور نفسه لدفع الفواتير ، وسيدفعها لأنه لا مصدر مائي له إلا ماسورة وحنفية وأوكسجين الحكومة .

Ohok_90@yahoo.com