انقلابات الإخوان المسلمين «4» ذيـليـــــةبلال حسن التل
13-05-2015 03:14 AM
أشرنا في مقال سابق الى فرادة موقف الاخوان المسلمين في الاردن عن مواقف سائر تنظيمات الاخوان المسلمين في سائر البلدان، فبينما كانت التنظيمات الاخوانية تصر على استقلالية قرارها واعطاء الاولوية لقضاياها الوطنية، كانت بعض قيادات اخوان الاردن لا ترى في الاردن الا مجرد ساحة، لا يجوز لها ان تملك قرارها، وكان هذا البعض يصر على التبعية التي وصلت الى حد «الذيلية» للجماعة في القاهرة، التي كانت تتبرم من اصرار اخوان الاردن على اقحامها في القضايا الاردنية، وقلنا ان الحكم بيننا وبين حدثاء الاخوان المسلمين في الاردن وثائق الاخوان المسلمين انفسهم، وبين أيدينا اليوم وثيقتان: الاولى هي البيان الذي اصدرته الجماعة في الاردن، والذي حددت فيه الخطوط العريضة لسياساتها، والذي نص على (ان الاخوان المسلمين في الاردن جزء من الاخوان المسلمين في مصر)، اما الوثيقة الثانية فهي وثيقة لماذا أعدموني.؟ والتي كتبها سيد قطب بخط يده متضمنة وقائع اجابته على اسئلة المحققين معه، والذي يعنينا منها لغاية هذا المقال، ما كتبه سيد قطب عن الاخوان المسلمين في الاردن حيث كتب يقول: «وفي مايو الماضي زارني بمفرده احد اخوان الاردن، وهو طبيب اسمه عبد الرحمن، اما بقية اسمه فلا اتذكرها، ومن السهل معرفة اسمه من الاستاذ فريد عبد الخالق، وذكر لي انه منتدب من اخوان الاردن لمقابلة الاخوان هنا، وانه حضر اليّ لتهنئتي بالخروج من السجن باسم اخوان الاردن، وابلغني تحيات مراقبهم العام الاستاذ عبد الرحمن خليفة، ثم تحدث حديثا طويلا عن المسألة التي يريد اخذ تعليمات فيها او توجيهات، وهي مسألة علاقتهم بمنظمة التحرير وبالشقيري، وهي سرد طويل لعلاقتهم بالشقيري منذ بدأ التمهيد لتشكيل منظمة فلسطين واحاديثهم معه واحاديثه معهم. لا تسعفني ذاكرتي الان باستحضاره لاني لم اكن اتتبعه باهتمام الا في النقطة الاساسية فيه، وهي تتلخص في ان الشقيري طلب مساعدتهم في الدعوة للمنظمة، وانهم فهموا منه انه جاد في قضية فلسطين، فبذلوا له كل مساعدة، ولكن عند تشكيل الهيئة التنفيذية –او ما يشبه هذا- وجدوا انه استبعد الاخوان المسلمين منها، وان اغلبية اعضائها من المعروفين بميولهم الشيوعية، وانهم راجعوه في هذا وكشفوا له عن حقيقة هؤلاء، فوعد بالاهتمام بهذه المسألة، وإعادة النظر في الموضوع، وان المسألة بينهم وبينه عند هذا الحد، وشكا من ان القيادة في مصر لا تتصل بهم، ولا تعطيهم اي توجيهات، في حين انهم يعتبرون انفسهم مرتبطين بالقاهرة... ثم طلب مني توجيهات في الموقف، فقلت له: انني لا املك ان اعطيكم توجيهات محددة في موقف داخلي، اولا: لانني لست المرشد وثانيا: لانكم انتم اعرف بظروفكم، واقرب الى القضية الفلسطينية، وأقرب الى المنظمة وأخبر بكل ما يحيط بها، فطلب مقابلة المرشد فقلت له كذلك: انني لا املك ان اوصله بالمرشد لانني اعرف ان حالته الصحية لم تعد تمكنه من بذل جهد في مثل هذه المشاغل والمشاكل، ولانني اعرف كذلك عدم رغبته في مثل هذه المقابلات، وكنت سمعت هذا فعلا نقلا عن اهل بيته.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة