مشهد لم يسبق له مثيل في العالم العربي ، وتتنوع صوره البشعة بين تفتت وتجزئة وحروب داخلية و خارجية دامية ، وكذلك أوضاع اقتصادية متدهورة ، واختلاف ظاهر مستفحل بين العديد من الدول العربية ، إضافة إلى اهمال متعمد غير مسبوق للقضية الفلسطينيه ، وكل ذلك بسبب وجود العدو الصهيوني وهو العدو الأول و الوحيد ، الذي سبب لنا كل تلك المآسي و الآلام ، والسؤال الملح الذي يُطرح على الدوام : إلى أين نحن سائرون ؟
المسؤولية عما يجري في الوطن العربي ، لا تقع على كاهل دولة عربية دون أخرى ، بمعنى أن المسؤولية هنا ليست فردية ، بل هي جماعية تتحملها كافة الدول العربية ، بغض النظر عن هوية وطبيعة نظام الحكم فيها ، لأن الأزمه أزمة أمة كاملة متكامله ، وليست أزمة دولة’ دون أخرى .
لا أتوقع أن أي دولة عربية ترتقي إلى وصف الدولة العظمى التي تستطيع فرض ارادتها كدولة حرة على الطاوله ، بمعزل عن الدول العربية الأخرى ، وأن تكون معها ومساندة لها ، فالعالم العربي برمته ، كان في حقبة معينة من الزمن يرزح تحت المؤامرات ، عندما كانت هناك أمة عربية واحدة و رؤية ومشروع عربي واحد ، ولكن فترة المؤامرات انتهت ، ودخلنا زمن الأوامر والإملاءات ، وأن أي عمل لا يصب في مصلحة اسرائيل لن يمر ، وكل عمل تريد أي دولة عربية ان تقوم به ، يجب أن يتماهى مع الأجندة الإسرائيليه التي تصب في مصلحة بقاء ووجود هذه ال"إسرائيل" ، وبإشراف الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحده الامريكيه .
كما أن كل مشروع في العالم العربي يجب أن يصب في تثبيت إسرائيل في فلسطين ، وبيع السلاح من مصانع الأسلحة في اوروبا وأمريكا ، وكل له حصة معروفة ونصيب متفق عليه من أموال العرب ، والغريب في الأمر أننا نشتري سلاحهم باموالنا ، ونحارب بعضنا بعضا فيه .
وعليه فإنني أعتقد أن المستقبل سيكون اسوأ من الظرف اللذي نعيش فيه هذه الأيام ، ما لم نعمل جادين على إنجاز الوحدة العربية ، التي تنطلق من مشروع عربي موحد ، وأن ينضم هذا المشروع لمشروع اسلامي في المنطقه يضم كلا من المشروع العربي و الإيراني و التركي ( مع ان ذلك يعتبر أمنيه وحلما في الوقت الحاضر ) .
وما لم ننفذ هذا المشروع فإن إسرائيل ستنفرد فينا دولة إثر دولة ، وستبقى اسرائيل وحدها هي القوة الوحيدة والمهيمنة على الجميع ، وخاصة عندما يقوم الإقتتال و الإحتراب في المنطقه على أساس طائفي شيعي وسني وقوات و فصائل تكفيرية ومليشيات تحارب بعضها البعض . واذا لم يقم هذا التجمع العربي –الإسلامي في المنطقة ، فعلى الجميع السلام الا دولة هذا العدو الصهيوني الجاثم على صدورنا في أرض فلسطين التارخية .