إلى الطبيب "محمد أبو ريشة"
جهاد جبارة
11-05-2015 06:35 PM
سلام الأطفال الذين أحببتهم أنت, بعد سلام الله وبعد.
أكتب لك بقلم مداده من دمي, ولا أكتب كغيري بخنجر مداده من دمك البريء حَد الطفولة.. أكتب لك بقلم عاجز عن مُجاراة مبضعك الذي اخترته أنت لتجرح به أحباب الله لتُهديهم الشفاء وأنت ترتدي قميصاً وبنطالاً أزرق السماء في غرفة عمليات أطفال, سبّلوا جفونهم واستسلموا لمبضعك الرؤوف الرحيم ليعودوا بعدها نحو أحضان الأمهات اللواتي رأين بسواد عينيك النقيّ, وسُمرة بشرتك الشرقية, المُنقِذ بعد الله.
يا ليتني يا مُدلّل الأطفال بمبضعك الرقيق الشفيف كنت أعرفك, ليتني التقيتك, لو مَرّة واحدة فقط!."فقط" لأقبّل شاربيك, ووجنتيك وذلك بسبب اختيارك لتخصص في الطب دون باقي التخصصات ألا وهو "جراحة أطفال"!
يا شريكي في عشق الأطفال، فبالتأكيد نحن أيضا شركاء في عشق الله، لأن من تشاركنا في حبهم هم أيضا "أحباب الله".
أنا هنا لا لأنعيك، فكيف أنعيك وقد قَضيتَ بعد أن لفظت أنفاس العشق الطفولي على مرمى من عيون أطفالك!,فكيف أنعيك كيف؟...يكفيك عيون الأطفال,ودموع عيون الأطفال تنعيك وقلوبهم أيضا!.
أنا هنا يا "طبيب ومُداوي االأطفال" أنعي الـ"نحن" القُساة ألذين استبدلنا مبضعك المُسعف بخناجرنا القاتلة!.
وأنعي إنسانيتنا التي تقشّبت,وتيبّست وسَوّت من قُبلات شكر شفاهنا مِديّا,ورصاصا,وغدرا!
أنعي قلبي الذي تعلّق بكم يا حُكماء,يا أطباء ولكنه عجز عن استبدال الكراهية في قلوب المتوحشين إلى طيبة,وعرفان بالجميل!.
يا أطباء الأردن إقبلوا مني العزاء,مُعلنا حزني وحدادي على ما وصلنا إليه!.