ندوة حزبية بلا حزبيين في الكرك
11-05-2015 01:35 PM
عمون - محمد الخوالدة - فشلت الندوة التي نظمها في نادي الكرك مركز القدس للدراسات السياسية والتي هدفت كواحدة من بين ندوات عديدة يعقدها المركز في كافة محافظات المملكة للتعريف بالعمل الحزبي في الاردن من خلال تمكين الاحزاب من مواجهة الجمهور لعرض ايدلوجيتها ورؤيتها السياسية للواقع الاردني والعربي والدولي.
فشلت الندوة في تحقيق هدفها المعلن وذلك وفق قناعة عدد من الاشخاص القلائل الذين حضروا الندوة واكثرهم بالمناسبة ليسوا معنيين بالعمل الحزبي لا من قريب ولا بعيد، بل جاءوا ليسمعوا او ليعرفوا شيئاً عن ماهية العمل الحزبي علهم يجدون في ذلك ما يقنعهم لكنهم عادوا بخفي حنين كما قال بعضهم.
أما اسباب الفشل فانه لم يشارك في الندوة سوى ممثل لحزب واحد هو حزب العدالة والاصلاح وهو حزب وسطي فيما لم يحضر ممثلون لاي من الاحزاب التي تمثل التوجهات القومية واليسارية واليمينية رغم انه تمت وبحسب منظمي الندوة دعوة كافة هذه الاحزاب للحديث في الندوة بمن في ذلك جمهورها في الكرك.
واذا كان هذا هو شأن الندوة التي نظمها مركز القدس للدراسات السياسية في الكرك التي تعد ومنذ القدم معقلا من ابرز معاقل العمل الحزبي على مستوى المملكة حيث تتمثل فيها كافة الاحزاب السياسية العاملة على الساحة الاردنية بل وهناك اكثر من امين عام حزب من ابنائها فبالتأكيد ان الحال ذاته تكرر في ندوات مماثلة اقيمت في المملكة وسيتكرر في المحافظات التي ستقام فيها هذه الندوات لاحقا ذلك لان الاردنيين وفي كافة مناطق المملكة يتشابهون في اغلبيتهم العظمى في نظرتهم للعمل الحزبي في المملكة، ومن هنا لا مسوغ لدى المركز القائم على تنظيم تلك الندوة للاستمرار في الامر الا اذا كان ما يعنيه كم الانشطة التي يقوم بها لا نوعيتها.
ممثل حزب التنمية والاصلاح عرض في الندوة آليات عمل حزبه واولوياتها وما يوجه الاحزاب بشكل عام في الاردن من معضلات ادت الى انكماشها وانفضاض الناس من حولها، واسباب ذلك كما عرض ممثل الحزب المذكور تعود اما لعدم قدرة الاحزاب على تقديم نفسها بشكل مقنع للجمهور او للتهميش الذي تمارسه الحكومات الحالية والحكومات التي سبقتها للاحزاب وهذا ما ترى فيه الاحزاب سببا رئيسيا في ضعف تأثيرها في الرأي العام المحلي.
ويبدو انه حتى جمهور المنضوين تحت لواء الاحزاب الاردنية بتصنيفاتها الفكرية المختلفة في محافظة الكرك غير متحمسين بما يكفي لاحزابهم فلم يحضر منهم الندوة الا ما دون عدد اصابع اليد الواحدة ذلك لان هؤلاء بمن فيهم القادة الرئيسيون لاكثر الاحزاب لا يرون في العمل الحزبي إلا صالونات سياسية يمارسون فيها التنظير وطرح الشعارات البراقة والفضفاضه مما اوصل غالبية الاحزاب الاردنية ان لم يكن جميعها الى حالة من التقزم والتشظي، وان استمر الوضع على حالة فستكون تلك الاحزاب مجرد مشاريع فكرية فاشلة وهشيما تذروه الرياح.