تسريب الكتل الكلامية لصحف تصدر من الخارج تحت مسمى «بيانات لشخصيات سياسية تدعو للاصلاح» لم يعد الطريقة الأمثل للاعتراض على نهج الدولة السياسي.

النهج السياسي لادارة البلاد في خضم اللحظة الراهنة أعقد بكثير من ان يتناوله بيان صدر عن اجتماع عابر.
القرار السيادي و السياسي للدولة في هذه الاثناء في وضع لا يحسد عليه و أزمات الشرق كلها و حرائقه تجلل المشهد.

من يدعي فهمه لحالة الفوضى السياسية الغارقة فيها بلاد العرب يخدع ذاته قبل الاخرين فالمنطقة تمر بحالة تُمعن في تعقيدٍ شديدٍ تزيدها الاتهامات غير الموضوعية ظلاميةً.

أفهم أن القلق يعتري كل غيورٍ على الوطن سيما و أن القيد يشتد على معصم الوطن لكن الاتهامية غير المسؤولة في الداخل أشد خطراً من التهديدات القادمة من الخارج.

من السهل أن تُنظم البيانات التي تنتقد النهج السياسي لادارة البلاد خصوصاً إن تم ذلك بعد «مأدبة عشاء» تخللت الاجتماع لكن حضور المائدة ربما فاتهم أن القرار السياسي و السيادي هذه الايام إنما هو مصيري بحجم المأزق السياسي الذي تعيشه المنطقة بأسرها.

نحتلف مع نهج الدولة أو نتفق أمر و الاتهامية التي لا تستند لمعرفة و يقين أمر آخر.

الأهم الآن العبور بالبلاد إلى شاطئ الأمان سياسياً و أمنياً.

هذه ليست دعوة للصمت السياسي لكنها استحضار لمقولة مليئة بالاتزان بأن «لا تهرف بما لا تعرف».
اللحظة الراهنة تحتاج انصات سياسي لتقدير اتجاهات البوصلة في اجواء ضبابية.

سيكون هنالك فيما بعد ثمة متسع من الوقت لطرق الابواب المقفلة في الشأن السياسي الداخلي من جديد عندما تعبر البلاد هزات المنطقة بسلام. الرأي