كان أهالينا غالباً ما يقارنوننا بأبناء المعارف والجيران النشطاء وأصحاب البنية القوية والشخصية الجادة وقدرتهم على تحمل المسؤولية... وكلما ارتفع منسوب «الرخاوة» عندنا كانوا يقولون «ولكو طلّوا ع أولاد عودة الامزط.. مثل الفلفلة»... "شوفوا أولاد فؤاد اللهس... ما أشطرهم»...ولا أدري لم يكن أولاد الجيران كلهم بنظر أهالينا «مضرب مثل» للنشاط والجد والشطارة وقوة الشكيمة مع أني لم أر أياً منهم «غريندايزر» ولا «زورو» ولا حتى «بن تن»....كلها «أطقع من بعضها»....ومع ذلك كانت مقدّمة الجملة: «ولكوا طلّوا ع أولاد ....» من أكثر الجمل التي تقهرنا وتعمل لنا نكوصا دائما في العقل الباطن..
يوم الجمعة الماضي فازت الطالبة «مهايري بلاك» ذات العشرين ربيعاً بالانتخابات البريطانية ممثلة عن الحزب الاسكتلندي المؤيد للاستقلال وبذلك تكون أصغر مشّرع في مجلس العموم البريطاني منذ 350 عاماً تقريباً...
تخيلوا صبية عمرها 20 عاماً مواليد 1995 صارت نائبا في البرلمان البريطاني، وقبل ذلك منتسبة الى حزب مهم في بلادها وتمثّله وتفوز على منافس «عتعيت»... "يا حسرة قلبي» تعالوا الى شبابنا .. بعضهم عندما يؤتى الى ذكر الأحزاب امامه بـ"يصفرن" ويكاد يغشى عليه والسبب «خايف ما يتوظّف» على اساس ان الوظائف أمامه مثل «منيو الكوفي شوب» فقط اختار وستأتيك الوظيفة على الطاولة التي تختار...
كما ان قمة اهتمامه وقمة تركيز هذا الجيل في "مداقرة" أقرانه حول برشلونة وريال مدريد...للأسف صار بعضهم يحفظ عن ظهر قلب متى تأسس نادي «البرشا» ولا يعرف متى استقل الأردن .. يعرف متى خسر الريال آخر مرة على أرضه... ولا يعرف متى خسر العربي آخر مرة أرضه...أما الصبايا فأكثر من 70% ممن هن بعمر «مهايري بلاك»- فالها عليها- اسألها.."بتعرفي تطبخي"؟.. فإنها تجيبك بثقة :بعرف أعمل «قهوة»!...طيب ابن الحلال الذي سيقترن بك بعد عمر طويل ...هل «سيغمّس خبز بقهوة مثلا»؟.. «ولكو طلّوا ع أولاد اسكتلندا..وتعلموا"!.
***
أخيراً ، همسة بإذن اصغر مشرّعة في العالم «مهايري بلاك» ، «عموه مهايري»..قد تكونين جديدة على صنعة التشريع والرقابة والبرلمانات بشكل عام ، وقد يقودك الفضول للتعرف على تجارب الدول وبرلمانات العالم لتقوي نفسك بمجال التشريع ، وقد يغزوك الشيطان ويوسوس لك وانت تبحثين في مكتبة مجلس العموم ان تلقي نظرة على البرلمان الأردني.. برحمة «تاتشر» اذا رأيت عنوان «jordanian parliament» انك تنطّي عنه...الله يجعلك «تنطّي» ع قبري يا رب!.
و
Ghatteni ya karama al ali#
الرأي