عمون - عقدت جماعة عمان لحوارات المستقبل الاجتماع الاول لهيئتها العامة برئاسة رئيس الجماعة بلال حسن التل، وبحضور أمينها العام ريم بدران. وقد بُدئ الاجتماع بكلمة من رئيس الجماعة، استعرض فيها مراحل تأسيس الجماعة والخطوات التي قطعتها وقال، إن جماعة عمان جاءت تتويجا لجهود استمرت لسنوات بذلت، لتأسيس نواة للتفكير والتفكر في قضايانا الوطنية، بأسلوب جماعي ينقذنا من النظرة الأحادية التي طالما زادت قضايا وطننا ومشاكله تعقيدا، لتكون هذه النواة إطاراً يعمل من خلاله اصحاب الاختصاصات المختلفة والخبرات المتنوعة، ليكمل كل منهم ما عند الآخر، فيقدموا للوطن رؤية متكاملة حول كل قضية من قضاياه، شرط ان ندخل في تفاصيل كل قضية ومشكلة، لنقف على أبعادها ومكوناتها الحقيقية، فآفتنا أننا نأخذ مشاكلنا بالجملة، ونتعامل معها بالعموميات؛ ما لا يمكننا من الوصول في كثير من الأحيان الى جوهر المشكلة، ومن ثم الى العلاج الحقيقي المطلوب لها. وأضاف التل: لقد تم وضع الإطار العام والأسس المبدئية لجماعة عمان لحوارات المستقبل التي لا نريد لها أن تكون حزبا، وإن كنا نأمل أن نسعى من خلالها لسد الفراغ الذي تركته الاحزاب في بلدنا، خاصة على صعيد بناء الوعي لدى المواطنين، ودفعهم للمشاركة اكثر في إبداء الرأي الموضوعي في قضايا وطنهم، من خلال احترام اهل الاختصاص، بعد ان عانينا طويلاً من توسيد الأمر لغير اهله من غير اهل الاختصاص، لتكون هذه الجماعة اطارًا يؤمن بالاختصاص، وقناة لترسيخ مفهوم المشاركة في إبداء الرأي الرشيد، ومن ثم للمشاركة في صناعة القرار الصائب المبني على المعلومة الدقيقة، والرؤية الشاملــــه الثاقبة. واضاف التل: مثلما لا تطمح الجماعة بأن تكون حــــزبا، فانها ايضا لا تســــعى لتكون مركــــز دراســــات، وان كنــا نطمح بان نرتقي من خلالها بمستوى الدراسات في بلدنا لتكون وسيلتنا للمعالجة الشافية لأمراضنا الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية. كما ان الجماعة لا تسعى لتكون مجرد منتدى ثقافي يعقد الندوات والمؤتمرات، وان كنا سنعمل لإعادة المؤتمرات الى مفهومها الحقيقي كوسائل وادوات لحل المشكلات، بعد ان صار عقد المؤتمرات في بلدنا غاية في ذاتها، أما جماعة عمان فتريد ان تعيد المؤتمر إلى وسيلة لدراسة المشاكل، ووضع خطط عمل لحلها، بحيث يكون المؤتمر بداية للعمل لا نهاية له. كل ذلك في اطار سعي الجماعة لبناء روح ايجابية نحو وطننا تترجم بعمل جماعي ينعكس خيراً على جميع المواطنين الذين نأمل ان تسهم الجماعة في إنزالهم من شرفات النظارة وأرصفة المتفرجين الى ميدان العمل الايجابي ولإخراجهم من دائرة السلبية التي تمارس النقد، لغاية النقد الى دائرة الفعل الايجابي الذي يكون فيه النقد وسيلة لتقويم المعوج، من خلال الرأي الصائب. من جانبها قالت السيدة ريم بدران الامين العام للجماعة: إن انطلاق الجماعة يؤسس لمرحلة من العمل الجماعي الايجابي في بلدنا لمواجهة التحديات بالعمل المستمر وفق اولويات، عملنا في المرحلة السابقة على تلمسها من خلال سلسلة لقاءات مع اصحاب الخبرة والتجربة الوطنية للاستماع الى آرائهم ومقترحاتهم، لأننا في جماعة عمان نؤمن بتلاقح الآراء للوصول الى الصواب ما امكن، وقد لمسنا ترحيبا حاراً وتجاوباً كبيراً مع طروحات الجماعة التي نأمل ان تتميز بنمط التفكير الجماعي وبالعمل بروح الفريق وبالقدرة على المتابعة لإيصال رأيها الى صناع القرار في مختلف المجالات، خاصة واننا في جماعة عمان نمثل مختلف أطياف المجتمع الاردني الاجتماعية والتعليمية، ولدينا خبراء في مختلف التخصصات. وقد استعرضت الجماعة مجموعة من المشاكل الوطنية وسبل تقديم الحلول العلمية لها، فقد بحث المشاركون مشكلة العنف الجامعي كجزء من مشكلة العنف المجتمعي، وعلاقة مشكلة العنف المجتمعي بمنظومة القيم التي تحكم المجتمع الاردني، التي اصيبت خلال السنوات الاخيرة بسلسلة من الاختلالات، التي تجسدت في أنماط من السلوك لم يكن يعرفها مجتمعنا الاردني. كما استعرضت ملف التعليم في الاردن وعلاقة مخرجات التعليم بالكثير من المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا الاردني، خاصة في مجال السلوك باختلالات سوق العمل لجهة البطالة والتشغيل. كذلك استعرضت الجماعة واقع الثقافة والاعلام في الاردن، والمشاكل التي تواجه قطاع الإعلام ودور الاعلام في بناء وعي المواطن وثقافته . كما استعرضت -ايضا- واقع الخدمات المقدم للمواطنين في الاردن وتوقفت طويلا عند الخدمات الصحية وخدمات النقل العام وحجم معاناة المواطنين في مجال الرعاية الصحية والنقل العام. كما بحثت الجماعة آليات التواصل مع وسائل الاعلام المختلفة، بهدف التعاون معها لايصال رأي الجماعة الى كل مكونات المجتمع الاردني، مع تأكيد على اهمية ترسيخ الحوار الايجابي في المجتمع الاردني والسعي للمساهمة في بناء وعي المواطن الاردني في مختلف المجالات، مع السعي لدفعه الى المشاركة الايجابية من خلال البحث عن الاسباب الحقيقية لمشاكلنا الوطنية وعدم الاكتفاء بالنقد السلبي للاوضاع. وشكل المجتمعون عددًا من فرق العمل لمواصلة بحث القضايا التي ناقشها الاجتماع، إذ تشكل فريق عمل للرؤية والمنظومة القيمية والفكرية، برئاسة بلال حسن التل وفريق عمل برئاسة الاستاذ الدكتور عبد الناصر ابو البصل، لمتابعة ملف التعليم ودور الجماعة في المساهمة في هذا المجال، كما تم تشكيل فريق عمل برئاسة الدكتور مؤمن الحديدي، لوضع تصورات عمل الجماعة في القطاع الصحي، أما فريق العمل الخاص بملف البطالة والتشغيل، فقد شكل برئاسة السيدة خلود السقاف، كما شكل فريق عمل ملف المسؤولية المجتمعية، برئاسة السيدة ديمة خليفات، وشكل فريق عمل لمتابعة ملف النقل العام، برئاسة السيد محمد الكركي، وكلف المخرج صلاح ابو هنود برئاسة فريق العمل الذي شكل لوضع تصورات حول عمل الجماعة في مجال الثقافة والاعلام، وترأست الاستاذة اروى بلقر فريق العمل الخاص بتمكين المرأة، وستواصل الجماعة اجتماعاتها لتشكيل فرق عمل لمتابعة سائر القضايا الوطنية، ووضع تصورات لآليات التعامل معها.

"الدستور"