facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الشباب الاردني .. البحث عن الدور المنشود ..


صبري الربيحات
10-05-2015 04:28 AM

في اللقاء الذي اطلق عليه المؤتمر الاول لحزب الشباب الوطني الاردني الذي شارك فيه ما يزيد على المائة من شباب الاتحادات الطلابية واللجان الشبابية في المحافظات وممثلين عن الاحزاب الاردنية ووزيري الشؤون السياسية والبرلمانية والثقافة اضافة الى بعض الشخصيات النيابية والاكاديمية والاعلامية والمهتمون بالشباب وقضاياهم وانعقد تحت رعاية دولة الرئيس الذي انتدب وزير الشؤون السياسية ...دار اليوم حوارا معمقا تناول المشاركة السياسية للشباب وعرضا لطموحاتهم وواقعهم وتحديات المشاركة وعددا من القضايا المجاورة للموضوع كالمرأة واللجوء والتعليم والاحزاب والاصلاح وغيرها...
كنت احد المتحدثين الذين طلب اليهم ان يقدموا عرضا في حدود العشرة دقائق ...كان علي أن اتحدث في موضوع في غاية الدقة والاهمية الا وهو"الشباب في الاوراق النقاشية الملكية"...وقد رحبت كثيرا بهذا التكليف لاعتبارات كثيرة اولها انني قدصرفت الكثير من الوقت في تنظيم وتنسيق جهد كبير قام به منتدى الفكر العربي على مدار اكثر من ستة شهور في العام الماضي حيث جرى تنظيم ستة عشر لقاء حواري غطت المحاور التي اشتملت عليها الاوراق بمشاركة ما يزيد على 640 شخصية اكاديمية وسياسية واعلامية يمثلون الوان الطيف السياسي...وثانيها انني تشرفت بالمشاركة خلال الفترة من 2005 الى نهاية 2006 بتنفيذ الرؤية الملكية للاصلاح السياسي من خلال عملي كوزير للتنمية السياسية ووزير للشؤون البرلمانية..وثالثها انني اتابع التطورات التي طرأت على ملف الاصلاح السياسي وتاثير ذلك على واقع الشباب ومشاركتهم السياسية....لهذه الاعتبارات فقد جاءت مشاركتي لهذا اليوم على النحو التالي:
الشباب مرحلة عمرية تشمل ما يزيد على 30%من السكان ويرتبط الحديث عن الشباب بمعاني المستقبل والامل والطاقة والتغيير والحماس....وقد وردت هذه المعاني بصورة مباشرة وغير مباشرة في خطابات الملك وفي الاوراق النقاشية وفي المبادرات التي اطلقتها الهيئات والمؤسسات التي تولت تنفيذ الرؤى الملكية الى جانب البرامج الحكومة فجاءت تحفيزية توجيهية تارة "اهل العزم"...الى.."كلنا الاردن".....الى ..."فرسان التغيير"....وقد اقترنت الاهتمامات الملكية ببعض المبادرات البرامجية... الموجهة لتحفيز الشباب للتميز والابداع في الابتكارات...والمشاريع ...والبحث...وعقدت الاجتماعات العديدة لتحفيز الشباب وارسال رسائل للجهات الحكومية والاهلية بايلاء الشباب ومشاركتهم اهتماما اكبر..وقد اصطحب الملك عشرات الشباب في جولاته العالمية الى الولايات المتحدة واوروبا واليابان.
افي جوانب المشاركة السياسية وصناعة القرار انطلق مشروع ريادي لبرلمان الشباب تبنته وزارة التنمية السياسية كنواة لتدريب مجموعات من الشباب القادرة على ادارة التغيير وتاطير جهود الشباب في المجتمعات والمؤسسات التعليمية التي يتواجدون فيها...اضافة الى الى برامج المجلس الاعلى للشباب وهيئة شباب كلنا الاردن.
في بحث واقع مشاركة الشباب السياسية والحزبية ينبغي النظر الى الواقع على ستة مستويات..
اولها :الرؤى الملكية.
والثانية :التشريعات الخاصة بالشباب والشاملة لقضاياهم.
والثالثة: السياسات والبرامج الحكومية.
والرابعة:معدلات مشاركة وتفاعل الشباب مع السياسات والبرامج.
والخامسة:النظرة الثقافية للمشاركة الشبابية في الحياة الحزبية والسياسية.
والسادسة: اين يقف الشباب من المشاركة ودرجة مشاركتهم والتزامهم.
ما من شك ان مشاركة الشباب تبعث على الامل للامة وقد ظهرت الرغبة الملكية وتواترت عبر العقدين الاخيرين واقترنت بمبادرات كان من الممكن ان تكون فاعلة وموثرة وقادرة على احداث تحول فعلي في ادوار الشباب واسهاماتهم ونهضة المجتمع الاقتصادية الاجتماعية السياسية الثقافية ..لكن ذلك لم يحصل بالمستوى المتوقع لاسباب ثقافية ادارية سياسية متعددة.
على مستوى التشريعات الخاصة في الشباب وقضاياهم فلا زالت التشريعات قاصرة عن تناول الشباب كفئة تقتضي طبيعة وخصوصية المنتمين لها الى اهتمام خاص ينبغي ان تتوجه له التشريعات فلا يوجد تشريعات تحفز اطلاق طاقات الشباب وتتوسع في منح الفرص للتنمية والتعبير والخلق والابداع..ولا يوجد اعتبارات لحماية الشباب من اثار غياب الفرص المناسبة والبطالة....وتتوجه الكثير من التشريعات نحو المحافظة على الواقع بقدر يتجاوز الرغبة في احداث التغيير....ففرسان التغيير في الرؤى الملكية لا يستطيعون الحلول في مواقع التمثيل في المجالس التشريعية قبل بلوغهم الثلاثين.
فيما يخص المشاركة في البرامج الحكومية تقع اعداد كبيرة من الشباب خارج نطاق البرامج والمبادرات الحكومية فهناك اكثر من 80% من الشباب ممن لا يشاركون في برامج المجلس الاعلى وهيئة شباب كلنا الاردن والمبادرات الاخرى...وتشهد الحياة الاردنية ضعفا في مشاركة الشباب في العمل التطوعي وشيوع لمظاهر العنف الجامعي والمجتمعي..وتنامي لمظاهر الاحباط الذي نامل ان لا يصل الى مستوى اليأس والقنوط.
المجتمع الاردني محافظ بطبيعته وترى في التغير والتحول تهديد محتمل للهوية التي تتكيف مع تاثير موجات الهجرة كنتيجة لضغوط ديمغرافية متتالية...الاسر لا تحبذ الاحزاب بصفتها ادوات محتملة للتغيير وهناك هجرة واضحة نحو النظم القبلية والطائفية وانكفاء على الذات حيث اسهم تاخر تنفيذ البرامج التنموية في تعميق الحالة...اضافة لذلك فلا تزال مؤسسات الدولة تنظر بريبة للاحزاب والمشاركة فيها مما يدفع الاهالي والشباب للاعتقاد باحتمالية تاثير الانتماء الحزبي على فرص العمل والتقدم المهني.
في الحالات التي يشارك فيها الشباب في الحياة العامة يلاحظ تدني مستوى الالتزام بالعمل وضعف مستوى الايمان والتعلق بالقضايا المطروحة بحيث ان المشاركة الحزبية والاخلاص للتنظيم يتضارب مع الانتماءات القبلية والدينية والعائلية واغراءات الاستقطاب التي يمكن ان تقوم بها الجهات الاخرى وذلك لتاخر تطور الوعي الفردي بسبب طبيعة البناء الاجتماعي وقيمه الزراعية الرعوية الغالبة على ثقافة المجتمع المدني التي تشكل الحاضنة الطبيعية للحركة الحزبية.
في ظل هذا الواقع فان واقع مشاركة الشباب في الحياة الحزبية هي بالضرورة نتاج لجملة من العوامل يمكن اجمالها في الاتي...
1- الارادة السياسية لتحقيق المشاركة الحقيقية وتوسيع دائرتها لاستيعاب كافة الفئات.
2-الثقة والايمان بان التغيير حقيقة ينبغي مواجهتها بالتخطيط والتوظيف الرشيد لكافة الموارد وفي مقدمتها الطاقة الذهنية والابداع والوقت والجهد لكافة مكونات المجتمع.
3- وعي الشباب وايمانهم بدورهم في المشاركة والتاثير على الواقع وصناعة المستقبل.
4-صياغة التشريعات الميسرة للمشاركة والمحفزة للشباب للاندماج والمشاركة والتاثير.
5- تبني سياسات وبرامج حكومية ومبادرات اهلية شاملة ومتكاملة لترجمة الرؤى الملكية.
6- رصد مخصصات مالية لتنفيذ السياسات والبرامج الكفيلة بتطبيق الرؤى باعتبارها استثمار سياسي اقتصادي اجتماعي في راس المال البشري وليس ترفا ثانويا.
7-تعميق نشر الثقافة الديمقراطية ورفع الوعي بقيم المواطنة المسؤولة والفاعلة.
8-رفع القيود والمعوقات وازالة المخاوف التي تشكك الشباب بجدوى المشاركة.
9-تهيئة الشباب للمشاركة السياسية خلال مراحل التعليم المدرسي والجامعي.
10-ايجاد برامج شمولية بادارة مجتمعية لاستثمار فائض وقت وجهد الشباب فب خدمة مجتمعهم.
في لقاء اليوم كان الحوار ساخنا ومتشعبا يكشف عن حجم الحاجة الى التواصل والاستماع والتفاهم على قضايا تشكل موضعا لاهتمامنا جميعا ولكن بدرجات متفاوتة ورؤى متباينة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :