خلال فترة ما سمي الربيع العربي كان عنوان الإدارة السياسية والامنية للدولة ان الاولوية لحماية المصالح الاردنية وفي مقدمتها استقرار الدولة واستمرارها وعدم دخولها في اي فوضى سياسية وأمنية، وبعد تزايد حضور تنظيمات الاٍرهاب والتطرف في المنطقة وبخاصة عصابة داعش وما تمارسه هذه التنظيمات من استهداف للأردن وأمنه ، فان عنوان السياسةالاردنية في ادارة هذا الملف هو حقنا في الدفاع عن أنفسنا، وحقنا الذي لا يخضع لأي نقاش في ممارسة كل ما من شانه أضعاف وهزيمة هذه التنظيمات أيا كانت أماكنها ، وان من حق الاْردن ان يكون جزءا من اي تحالف او شبكة تنسيق تحارب هذه العصابات ، وان نمارس الدعم لأي جهات محلية في البلدان المجاورة يمكن ان تكون جزءا من الحرب على عصابات الاٍرهاب وبما يحفظ امننا.
ليس مهما رأي الآخرين من دول وجهات لان كل هؤلاء يمارسون كل ما يكفل لهم الصمود في حروبهم، ويستقدمون ميليشيات من العرب والعجم ومرتزقة ومبررهم حقهم في مواجهة خصومهم، فلماذا عندما يكون الامر متعلقا بالأردن تتعاظم التحليلات ويكون التشكيك والحديث التهامي.
ربما من واجبنا ان نكون اكثر قوة في الحديث عن مواقفنا دون ان نضع أنفسنا في الزاوية وكأننا متهمون مذنبزن وخارجون عن المسار الوطني والقومي، وان يكون خطابنا ليس تبريريا او دفاعيا ، فنحن دولة مستهدفة من اكثر من طرف، ودولة تعمل جهات عديدة على حرماننا من انجازنا في الحفاظ على دولتنا وأمننا، ولو وقع الاْردن في محنة الفوضى لن نجد الا أنفسنا معنا، ونتذكر اليوم الذي أعلنت فيه عصابه داعش تسجيل إعدام الشهيد معاذ كيف كانت جهات ودوّل تتوقع وتنتظر ان يتحول الامر الى ازمة داخلية بيننا، لكن فضل الله تعالى ثم حسن قيادة الدولة والاردنيون لتلك المحنة قطع الطريق على كل من كانوا يتربصون بِنَا.
العنوان الكبير والاهم "ان من حقنا ان ندافع عن أنفسنا وان نحمي امننا، وان نحارب أعداءنا" وكل ما يحقق هذه الأهداف هو من حقنا كاردن واردنيين بغض النظر عن التفاصيل، وهذا الامر لا نخترعه لانفسنا بل تمارسه كل الدول وأحيانا تمارسه دول اخرى ولو على حساب دماء شعوب اخرى.
القوة في الموقف والابتعاد عن حالة الدفاع والتبرير امر يجب ان نمارسه جميعا كجهات رسمية واعلام وجهات سياسية، لأننا ان قصرنا في حماية بلدنا ومحاربة اعداءنا فان احدا لن يجد لنا عذرا بل سنسمع حتى ممن يشككون اليوم تباكيا على أمن الاْردن والاردنيين وسنجدهم يحاولون استغلال تلك المرحله بروح لا تقل عن انتهازية وإجرام شايلوك اليهودي تاجر البندقية الشهير. الرأي