كيف نُدافع عن الاسلام بطريقة حضارية
29-04-2008 03:00 AM
الجزء (2)
عودة لمتابعة ما بدأناه في حديثنا السابق حول ( كيف نُدافع عن الاسلام بطريقة حضارية ) ، و بعد أن حاولت الاجابة عن سؤال : ( كيف أكون حضاريا لأدافع عن الاسلام ؟ ) أو ( كيف أصل الى مستوا أُصبح معه أهلا للدفاع عن الاسلام ؟ ) ،
أطرح سؤالا جديدا و هو : ( لماذا نفشل دائما في الدفاع عن قضايانا الاسلامية ؟ ) ، و أعتقد أن الاجابة عن هذا السؤال تتلخص في النقاط التالية :
اولا - عدم فهمنا لقضايانا الاسلامية الفهم الصحيح ، و عدم احاطتنا بجوهر رسالة الاسلام التي جاء من أجلها ، و عدم اتفاقنا كمسلمين على أسس و قواعد عامة ننطلق من خلالها في دفاعنا عن الاسلام و تكون بمثابة الارضية الصلبة المشتركة لعامة المسلمين في مختلف الاصقاع .
ثانيا - عدم فهمنا لطبيعة و ثقافة الطرف الاخر وكيفية التعامل معه ، و هذا يتطلب منا الاطلاع على (الاخرين) ، و فهم ثقافتهم ، و معرفة الاسباب التي ادت بهم الى هذا التهجم ، و مراعاة جهل الاخرين بديننا الحنيف و الذي نتحمل نحن كمسلمين الجزء الاكبر من مسؤوليته ، و ذلك لتقصيرنا في تبليغ الدين و عرضه على الاخرين كرسالة سماوية و دين الهي .
ثالثا - إعتمادنا على مبدأ ( الفعل و رد الفعل ) ، و غالبا ما يتسم هذا المبدأ بالردود العشوائية و الغوغائية التي تخضع للعواطف و تبتعد تماما عن العقل و المنطق ، بالإضافة الى أن ردود الأفعال هذه تكون آنية قصيرة الاجل و ليست طويلة الاجل تنتهي بمجرد تفريغ هذه الشحنات العاطفية و المشاعر المكبوته ، و لا تعتمد على أية منهجية أو آلية في الدفاع .
رابعا - عدم توحيد جهود القائمين و المدافعين عن تلك القضايا ، فترانا نشهد قيام العشرات من الحملات و المئات من المؤتمرات و الندوات ، لدرجة يُصبح معها همّ القائمين على تلك الحملات و المؤتمرات ينصب حول – من يحصل على ضجة اعلامية أكبر لحملته ، فيُكون انتشار الحملة عندهم أهم من الحدث نفسه .
و هذا يقودنا مباشرة الى النقطة الخامسة و هي :
خامسا - استغلال ( البعض ) لهذه القضايا و لمشاعر المسلمين و ردود أفعالهم لتحقيق مصالح ( خاصة ) ، تكون غالبا بعيدة كل البعد عن القضية الاساسية المطروحة ، بل و قد تتعارض معها في كثير من الاحيان .
سادسا - تفرقنا و اقتتالنا و تخلفنا و تقديمنا لتلك الصورة السلبية المشوهة عن الاسلام و المسلمين ، فلا أظن أن أي شخص سيرغب في الدين و أهله عند الاطلاع على أوضاع المسلمين في العالم .
سابعا - غياب الإعلام الإسلامي الصحيح و الذي يُعبر عن رسالة الاسلام ، و استبداله بالإعلام الحزبي الذي يُُستخدم لنشر أفكار الحزب و توجهاته تحت إسم الاسلام ، و هذا ما يُوقع المسلمين انفسهم في حالة من التخبط الفكري تصل الى حد الانقسام و الفرقة و ربما النفور من الدين في بعض الاحيان .
و أيضا نستطيع القول أن ( تسييس ) القضايا الاسلامية يُفقدها مضمونها و أهميتها و قيمتها و شموليتها و يحولها في غير اتجاهها ، و يُفقد الاخرين الاهتمام بها ، و يحصرها ضمن اطار ضيق تصبح معه هذه القضايا و كأنها تخص فئة صغيرة من المسلمين دون غيرهم .
فلنفهم ديننا أولا و نهذب أنفسنا و نرتقي بها ، و نتحصن بسلاح العلم و المعرفة و الاخلاق و نوحد الصفوف و الافكار و التوجهات ، عندها فقط سنتمكن من فرض أنفسنا على الأخرين و لن نقف بعدها كالمتهمين دائما نحاول أن نُدافع عن انفسنا و نستجدي الاحترام و القبول و العفو ،
و لنستفيد من أخطائنا في بناء مستقبلنا .
yousco1@yahoo.com