كان يجب ان يكون ذلك الصباح بداية يوم كباقي الايام.
في عالم هاديء لعائلة عادية، كان من المفترض ان يتكرر ذلك المشهد كل يوم حتى يكبر ويتزوج الاولاد جميعا..الا انه لم يكن كذلك.
كان الصاروخ الاسرائيلي اول من وصل الى هناك منهيا الافطار الاخير للام والابناء الستة الذين تجمعوا على مائدة الافطار...كانت الام تحمل طفلتها ذات العشرة شهور وتطعمها بيدها المكرمة...يد الام الحانية التي كانت تتمنى الباس طفلتها ثوب وطرحة العرس يوما ما.
ما كانت الام وهي تحضر الافطار تعلم انه سيكون اخر فرصة تجتمع فيها مع ابنائها الستة حيث ستذهب في رحلة اللاعودة مع اربعة منهم، بينما يبقى اثنان اخران بين الحياة والموت تاركين ورائهم والدا شب في قلبه حريق ابدي.
حرمها العدو كما حرم جميع اطفالها من الاستمتاع بالحياة، فحين كانوا احياء، ملأ القصف والرعب ارجاء المدينة وفتح الاولاد اعينهم على قوافل الشهداء ورائحة الدم. لم يلهوا يوما في ملعب غير الشارع ولم يملكوا العابا ولم يحلموا بـ بابا نويل ليلة رأس السنة كباقي اطفال العالم، بل الكثير من اطفال غزة لا ينعمون بحذاء يناسب قياس اقدامهم او حلوى تملأ قلوبهم الصغيرة فرحة.
الاعياد التي يحتفل بها العالم ليست سوى ارقام تضاف الى ايام السنة الاخرى من المعاناة بالنسبة لهم، فلا فصح لهم ولا اضحى ولا عيد فطر او حتى راس سنة جديدة، كله سيان وقتل وعذاب، فاصوات موسيقى العاب العيد استبدلها العدو باصوات القنابل، والعاب الاطفال استبدلت بالقنابل العنقودية ذات الالوان البراقة، وحياة ملايين البشر مرهونة بقرار خنزير صهيوني،،،فلعنة الله على العدو.
هي كلمات مكررة ربما لكنها من القلب، فالدمع الذي ذرفناه لرؤية الاطفال الشهداء غال كقيمة دمائهم الزكية، وقلوب ملايين الامهات التي ادمت قلوبهن قافلة الشهداء من الاطفال الذين اظهر العدو اقصى وحشيته في قتلهم لا تزال تعيش المذابح السابقة مع هدى وهي تبكي عائلتها وتنعى والدها، واطفال قانا ما زالوا يطلبون الثأر لدمائهم ولكن من يأخذ الثأر يا ابناء جميع الامهات؟