في ذكرى النكبة .. سيزيف يصر على إغاظة الآلهة .. !
عودة عودة
09-05-2015 04:28 AM
بعد سنوات من الانتظار، حيث القيود عنيفة والأسوار عالية، ويصبح التمرد اسلوبا في الحياة من اجل حياة أفضل.. سمح العدو الاسرائيلي للطفلة (ساجدة) برؤية والدها الأسير جمال أبو الهيجاء الذي لم تره منذ العدوان الوحشي على مخيم جنين العام 2002. الكل يُحملها رسائل السلام الشفوية، رسائل من الأم والأخت والأخ.. والكل يقول لها: ‹›سلمي لنا عليه.. ‹›، وهذا المشهد الفلسطيني الأولي في مناسبة الذكرى السابعة والستين للنكبة.
المشهد الفلسطيني الثاني ما جرى في باب العمود وفي المناسبة نفسها فقد ارتفعت الأعلام الفلسطينية عُنوة على أسوار القدس أمام ساحة باب العمود وحملها أبناء المدينة المقدسة والمدن والقرى الفلسطينية المجاورة..
ما رأيناه في المشهدين تحطيم للاغلال والقيود الاسرائيلية و(هزيمة الخوف)، للشعب الفلسطيني مع انه حادث عادي صغير من آلاف الحوادث اليومية وعلى مدى اكثر من67 عاما من الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ في العام 48 من القرن الماضي وحتى الآن.
ما يجري في الارض المحتلة من رفض الاحتلال يشبه الى حد كبير الاسطورة الاغريقية المعروفة (سيزيف) الذي كان يصر على اغاظة الالهة التي كانت مصرة على ان لا خلاص له من العذاب وعلى الدوام بينما (سيزيف) المسلح بالاصرار والصبر والبدء من جديد برفع الحجر الى قمة الجبل في كل مرة يسقط فيها الى اسفله ويبقى مستمرا في مهمته حتى يهزم هذه الالهة اخيرا.
في حوار نشرته (الاكسبرس) الفرنسية مؤخرا شارك فيه عدد من المؤرخين اليهود حول مستقبل اسرائيل يتساءلون: لماذا يُصر نتنياهو واولمرت قبله وحتى شمعون بيرس على الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية والقدس عاصمة موحدة وابدية لاسرائيل بينما الاذاعة الاسرائيلية تقول: هنا اورشليم/ القدس ولا تقول هنا اورشليم فقط، ولماذا العملة الاسرائيلية ‹›الشيكل›› مكتوب عليها باللغات الثلاث: العبرية، والانجليزية والعربية، ولماذا جميع لافتات الطرق والدوائر الحكومية الاسرائيلية مكتوبة كلها باللغات الثلاث العبرية والانجليزية والعربية، كما ان اللغة العربية لغة رسمية في اسرائيل منذ انشائها وحتى الآن؟!.
ويتساءل المجتمعون: لماذا ترفض جميع دول العالم (الاعتراف) بالقدس كعاصمة لاسرائيل ما عدا دولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان الأم، فجميع السفارات للدولة المعترفة بالدولة العبرية وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول المعترفة بإسرائيل.. جميع سفاراتها في تل ابيب وليس في القدس مما يعني ان لا عاصمة مستقرة لاسرائيل حتى الآن رغم مرور اكثر من 67 عاما على قيامها العام 1948، كما ان اسرائيل دولة بلا حدود رسمية معروفة دوليا، ودوما تُخرج جميع الدول الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان من الخارطة الاسرائيلية المعتمدة لديها باعتبار هذه الاراضي اراض محتلة. كما ان اخبار الطقس في اسرائيل في جميع وسائل الاعلام يشير الى الطقس في تل أبيب وليس القدس....فوق ذلك لم يعترف صاحب الحق والارض الشعب العربي الفلسطيني لاسرائيل
وتجمع الاكثرية ممن شاركوا في هذا الحوار ان (الدولة الواحدة)، لجميع مواطنيها من العرب واليهود قادمة لا محالة وما يجري مسألة وقت وعض اصابع بين الفلسطينيين والاسرائيليين ليس غير، فكل من الطرفين يسعى الى الاغلبية السكانية، فالعرب في فلسطين التاريخية الان 2,5 مليون واليهود 6,5 مليون وخلال السنوات الخمس القادمة سيزيد عدد العرب على اليهود.. وما جرى في جنوب افريقيا سيتكرر هذه المرة في فلسطين!؟
الرأي