حين يذهب العرب إلى كامب ديفيد
طارق مصاروة
08-05-2015 03:19 AM
لم يخف الرئيس اولند فرحه بصفقة الطائرات العسكرية التي حضر توقيع عقودها في الدوحة.. ذلك انه فرح اقتصادي في الدرجة الاولى فصناعات دوسو ستعيد 30 الف عامل فقدوا وظائفهم لان «رافال» لم تنجح في سوق السلاح الاوروبي ذلك ان لاوروبا طائرتها القاذفة المقاتلة، ولبريطانيا طائرتها.. ولم تستطع فرنسا بيعها الا على الهند ومصر.. وها هي قطر تشتري.. ومن قطر انضم الرئيس الفرنسي الى اجتماع القمة الخليجي ضيف شرف يبيع رافال، ويبيع مواقف سياسية في منطقة مشاكلها لا تنتهي.
لا نتفق مع التحليل القائل: لقد قصد قادة الخليج قبل اجتماعهم بالرئيس اوباما في كامب ديفيد هذا الشهر، ان يفهموا الادارة بواضح القول: صحيح اننا حلفاء استراتيجيون لكم، لكننا في الوقت ذاته حلفاء لفرنسا، ولآخرين.
لا نتفق مع هذا القول، لان اميركا قالت من قبل ان سياساتها في الشرق الاوسط لا تقتصر على التحالف مع العرب، وهي يمكن ان تتفاهم مع ايران، ويمكن ان تكون، كما كانت دائما، مع الاحتلال الاسرائيلي، وتستطيع ان تغمض عينيها عما يجري في سوريا، وان تتفاهم مع ايران في العراق، وان لا تجد انها معنية بما يجري في ليبيا، ومصر ولبنان.
افضل ما قيل عربيا، وقيل من عمان: ان على العرب ان لا ينتظروا القرار الاميركي.. وذلك بعد نجاحهم في عملية الحزم والحقيقة ان هذه العملية ليست خطيرة بمؤشراتها العسكرية.. وانما هي الخطيرة بانفكاك القرار العربي من «طلب الاذن» او انتظار القرار الاميركي.
ان ادارة كادارة الرئيس اوباما ليست سعيدة بلعب دور القوة العظمى الوحيدة، فهذه الهيمنة هي اعباء عظمى لان المصالح الأممية ليست واحدة.. وان في هذا العالم قوى اخرى يجب ان ترتب اميركا معها علاقات معتدلة، فروسيا قوة، والصين قوة، والهند قوة.. وقبل ذلك فأوروبا قوة بعد ان لم يعد هناك تهديد سوفياتي، وبين هذه القوى الدولية قوى اقليمية لا يصح ان يكون التعامل معها بالعصا.. كما في العراق، وليبيا، او التلويح بالعصا كايران وتركيا، او حمل بعضهم على ظهرها.. كالعرب.
على العرب التوقف عن سياسة الاعتماد على الحماية الاميركية، فاليابان التي نمت وازدهرت بالحماية العسكرية الاميركية تعمل الآن على الفكاك منها، ولولا جنون القوة في كوريا الشمالية للحقت كوريا الجنوبية باليابان، فهي قوة اقتصادية، وتستطيع بسهولة ان تكون قوة عسكرية ونووية.
سيذهب قادة الخليج العربي الى كامب ديفيد بعد عاصفة الحزم، ليبحثوا قضاياهم وقضايا ايران وفلسطين والمنطقة بحرية وبروح جديدة، وسيجدون في الرئيس الاميركي حليفاً يقبل مصالحهم وسياساتهم ويعمل على التكيف معها. الرأي