فضحت إسرائيل نفسها أمام العالم, قبل ثلات سنوات فقد بدت مرتبكة وقلقة و مرعوبة و بائسة .. و يائسة أيضاً, و الأسباب لم تكن تقليدية كالخوف من كتائب الأقصى أو الجهاد أو حماس أو القنبلة الديمغرافية الفلسطينية أو الأمم المتحدة ..

لقد كان هذا الخوف الإسرائيلي الكبير من طائرة إستطلاع صغيرة بدون طيار إخترقت أجواءها الحديدية, و بإعتراف إسرائيلي دخلت الى فلسطين المحتلة و جالت طويلاً حول منشآت و قواعد عسكرية حساسة و مهمة و لعشرات الكيلومترات من شمال فلسطين مروراً بوسطها و الى جنوبها الى أن وصلت الى بئر السبع قرب حدود قطاع غزة إضافة الى مرورها فوق مفاعل « ديمونة « النووي و دون أن يكتشفها أحد إلا مؤخراً من قبل طائرات العدو فقامت إحداها و من الضربة الثانية و ليس الأولى بإسقاطها و لكن بعد أن أرسلت جميع ما لديها من أسرار و معلومات أولاً بأول إلى قيادتها .

إسرائيل كلها جن جنونها من هذه الطائرة التي قطعت عشرات الكيلومترات فوق البحر المتوسط ثم دخلت فلسطين المحتلة و قامت بمهمتها على أكمل وجه دون أن تقوم التقنيات الإسرائيلية العالية و (قبتها الحديدية )بإكتشافها و بعد أن ذرعت جميع السماء الفلسطيني من الناقورة الى بئر السبع ...

وفي هذا اليوم العصيب على إسرائيل طال الغمز واللمز والسخرية اللاذعة رئيس دولة إسرائيل شمعون بيرس و رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و وزير الدفاع إيهود باراك و قيادات إسرائيلية أخرى فلم تعرف إسرائيل في الأيام الثلاثة الأولى من الحدث من أين جاءت هذه الطائرة الغريبة فقد كانت توقعات قادتها أنها جاءت من قطاع غزة إلى أن أُعلن أنها قد جاءت من لبنان وبأن مهمتها قد تمت وبنجاح كبير .

الصحافة الإسرائيلية وصفت قادة إسرائيل بأنهم غير جديرين بهذه المهمة و عليهم أن يقدموا إستقالاتهم اليوم قبل الغد, جدعون ليفي في هآرتس قال : ما عادت دولة على سطح الكرة الأرضية مثل دولتنا, لقد وصل عمرها نحو 65 عاماً في حينه لكنها دولة غير آمنة و تواجه الأسئلة نفسها و كأنها ولدت بالأمس و لا جواب عليها, ولا أحد لديه جواب عما سيكون وجه هذه الدولة بعد أربع أو خمس سنوات, و هذه الأسئلة لا تثار إلا في ( إسرائيل)..!!

الشمس لم تعد تغطى بغربال في فلسطين المحتلة الستار الحديدي لم يعد له وجود, ( إسرائيل النووية ).. مرعوبة و يائسة ذبحتها طائرة إستطلاع صغيرة بدون طيار كانت أشد مضاء على رقبتها من حد السيف .. !!