في حكاية من لبنان ان احد المخاتير كان لديه من النفوذ ( اي المال و السياسة) الشيء الكثير ، و كان لهذا المختار مجلسه العامر بأصحاب الرأي و كذلك بأصحاب الحاجات.
قلما كان يستطيع هذا المختار مغادرة مجلسه لارتباط الناس به و حبهم لمجالسته. الامر الذي لاحظه انطون المتردد الدائم للمجلس دون عمل او حاجة او رأي. بل رغبة في الطعام الذي يحصل عليه لفقر حاله.
توجه انطون الى المختار و اقترح عليه ان يعمل لديه مستشارا ، بحيث يستطيع تخليص المختار من مجالسة ندمائه كلما احتاج المختار ان يختلي بنفسه لراحة او لقضاء حاجه، وذلك بان يغمز له المختار ، فيأتي و يهمس انطون في اذنه و بهذا يمكن للامير مغادرة المجلس دون حرج.
و فعلا كان لانطوان ما اراد و عين مستشارا للامير ، يهمس في اذنه كلما اراد هذا المختار مغادرة مجلسه للتوجه الى بيت الراحة.
و في يوم من الايام تحرك المختار في جولة لزيارة الضيعة واخرى مجاورة ، و بدأ المختار مندهشا لوجود مزارع و قصور جديده في المنطقة ، و لما استفسر عن صاحبها قيل له انها لمستشارك انطون ، فاستغرب المختار كيف لهذا الفقير الذي قبل لنفسه وظيفة وضيعة تتمثل في التنبيه و الهمس ان يملك كل هذا؟؟ فنادى انطون و استفسر منه عن اصل الثروة ؟( من أين لك هذا ) فاجابه انطون ( مقرا بذمته المالية ) ان الثروة هبطت عليه بعد ان اشتغل لدى المختار في وظيفته، حيث بدأ الناس يتقربون اليه معتقدين ان ما يهمس به في اذن المختار هو استشارات ، و انه الاقرب الى اذن المختار و عقله، و كانت نتيجة التقرب و التودد ان حاز انطون على الثروة..... بحكم همساته ....