بعد الاستهداف العاصف الذي نال من بعض الاصطففات النيابية و برامجها التي سعت للانطلاق بها من البرلمان بأفكار اصلاحية و ليبرالية قدمتها للحكومة و الرأي العام، تتعرض منظومة الأفكار ووجهات النظر التي يطرحها رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي ضمن تحرك نشط له في الداخل لهجوم يعتمر بمفردات تمعن في الشخصنة لتحدي برنامجه السياسي.
يبدو أن التجربة السياسية في بلدنا لم تنضج بعد الى الحد الذي يُخرج الشخصنة من اطار نقد البرنامج السياسي و ما رافقه من وجهات نظر أو أفكار ولربما أن النهج السياسي المحافظ أدمن التعامل مع حكومات بلا برامج و رؤية متبلورة قبل أن تتسلم قيادة دفة السلطة التنفيذية بالرغم من تهيئة الأرضية للحكومات البرلمانية الذي بدأ ارساؤه مع تشكيل الحكومة الحالية. ألم نكتف من عقود اعتادت فيها الحكومات انتظار برنامج عملها من كتاب التكليف السامي؟
لماذا لا نتلقف رسالة برامجية يخرج بها أحد السياسيين أو أحد التكتلات السياسية بايجابية تؤسس لحوارٍ ناضجٍ و اختلاف سياسي متحضر.
نخطئ إن اعتقدنا أن عناصر الحكومات البرلمانية تكتمل بدون برنامج سياسي مسبق يطرح ذاته في ساحة العمل السياسي و البرلماني فإما أن يمكّن ذاته بالاستمرار أو يتنحى جانباً بدون ضجيج.
محاولات الترهيب للبرامج السياسية لا تخدم البلد و يجب أن تتوقف و استخدام مصطلحات من شاكلة «التوريث السياسيي» و «الاجندات الخارجية» لم يعد لها معنى ما دام إن المجال أُفسح للحكومات البرلمانية و ممثلي الشعب.
البيئة العائلية من الطبيعي أن تفرض نفسها في اهتمامات الواحد منا و منهج حياته فنجد من أبناء الطبيب أطباء و من أبناء الصيدلي صيادلة و من أبناء المهندس مهندسين و من أبناء السياسي سياسيين.
الباب يجب أن يظل مفتوحاً لمن يسعى للتغيير الايجابي فتتوقف محاولات تحطيم مجاديف من يحمل أفكاراً اصلاحية أو تقدمية.
سمير الرفاعي أو غيره، قوة الطرح هي الحكم فما عاد مستقبل الوطن يحتمل حكومات بلا برامج و بلا استراتيجيات واضحة، و المجال مفتوح لمن يملك القدرة على اقناع الرأي العام من خلال برنامج سياسي غني قابل للتطبيق و من لديه حجة فليستخدم كل المنابر المتاحة للنقد و المناظرة الموضوعيين.
"الراي"