اعتقد ان الحكومة الأردنية وللمرة الأولى ، تبدو مستقره ومطمئنه لنتائج عملها،منذ اربع سنوات اي منذ بدء الربيع العربي ،إذ ان المعارضه الاردنية السلميه اصلاً ، اصبحت في موقع ضعف غير مسبوق .
ومما زاد الطين بله في هذا المجال ، هو الانشقاق اللذي حصل داخل جماعة الإخوان المسلميين منذ بداية حركة زمزم ، وانتهاءً بتشكيل جمعية الاخوان المسلمين برئاسة الذنيبات ، حيث ان رأس المعارضة السلميه و المحرك الاساسي لها ، هم جماعة الاخوان المسلمين لانهم الأقدر تنظيماً ، والاكثر عدداً مقارنة مع الحراك الاخر وهم الوحيدون اللذين يملكون القدرة على تنظيم الشارع والحشد له ، وقد جاء الانشقاق على طبقً من ذهب للحكومة وكهدية غير مسبوقة ولا تقدر بثمن ،مع ان هناك من يجزم أن عملية الانشقاق قد جرى الترتيب لها بدقة .
ان تشتيت هذه الجماعة وتقزيمها يبقي الحكومه مستقرة الى حين ، نظرا لوجود مبرر من وجهة نظر الحكومه بأنها تطبق القانون وانها توحي أنها تقف على الحياد بين جماعة متنافره ومتناحره ومنشقه على بعضها البعض، وكل ذلك تربطه بالجمعية المسجله حديثاً حسب القوانين المرعيه ، وانا لست في معرض الرد على هذا المبرر الحكومي لان الجميع يعرفون الحقائق ولكن هذا الواقع الحالي .
أجزم ان الأستقرار و الامن الذي ينعم به الأردن بعد غياب الحراك ناجم عن سببين , السبب الأول هو استقرار رأس النظام حيث ان غالبية الشعب الأردني مجمعون على رأس النظام ، ولا يوجد من يرغب بتغيير النظام وهذا هو الفارق الاول بين الأردن و الدول المجاورة و المجزأة والمدمرة من حولنا ،سواء كانت سوريا او العراق او ليبيا او اليمن او الصومال او لبنان او فلسطين .. الخ .
ان تدمير هذه الدول هو قرار خارجي بأيدي عربية داخليه ، والمدخل لذلك هو عدم استقرار رأس النظام في تلك الدول .
اما السبب الثاني والجوهري و الفاعل فهو ان الموقع الجغرافي و الإستراتيجي للأردن ، يعطيه أهمية على أهميته ،فهو يقع على حدود طويله مع العدو الصهيوني من جهة وليس من مصلحة هذا العدو ان يحدث في الأردن حالة عدم استقرار او فلتان أمني ، ومع ان مصلحة هذا العدو ان يكون هناك تدمير وخراب ودمار وتجزئة في الدول العربية الأخرى ، لذلك فإن قرار العدو هو أن الأمن و الأستقرار عندنا في الأردن و التدمير والخراب عند الاخرين لأن ذلك مصلحة عليا للكيان الصهيوني .
من جهة اخرى ايضاً فإن حدودنا و علاقاتنا المميزه هذه الأيام مع دول الخليج وعلى رأسها المملكه العربيه السعوديه لقيامنا بالحفاظ على الحدود معهم آمنة مطمئنة نتمناها دائماً كما هو الحال مع حدودنا لأن ذلك يعني الحفاظ على انفسنا .
وكون السياسه الأمريكيه و العالميه لمنطقتنا ومنطقة الشرق الأوسط هي الحفاظ على الكيان الصهيوني والحفاظ على تدفق منابع النفط ، وبما أننا نحن في الأردن نطبق هذه السياسه ولهذا الواقع المستقر سياسياً و المتفق مع السياسات العالميه ، والذي تعيشه حكومتنا فعلياً ان تستغل و تستفيد من هذه المعطيات الحالية،خلال تغيير النهج الإقتصادي الحالي ، وذلك بوضع استراتيجيات اقتصاديه حقيقيه و واقعيه و فاعله للخروج من حجم المديونية ونسبة الفقر و البطاله ، ومحاربة الفساد عمليا،وهذه هي مشاكل الأردن الحقيقيه وأن نعتمد على ، قدراتنا الذاتيه في استغلال مورادنا الاقتصاديه و المتعدده وتفعيل دور المواطن الأنتاجي على الأرض ، حيث ان القوانين و الأنظمة المعمول بها لا تشجع على ذلك وأتكلم هنا من خلال تجربتي الواقعيه والعمليه على الأرض وهي تواجه المستثمر الأردني ابن الوطن حيث ان هذا الوطن الجميل نريده اجمل .
مختصر ما اريد قوله هو ان السياسة العالمية التي يعيشها هذا البلد هوأن يبقى بلدا آمنا ومستقرا ولكن فقير , وعلينا العمل على الشق الثاني وهو مسؤولية حكوماتنا بأن لا يبقى فقيراً ولكن كيف !
الحكومه هي المسؤوله عن ذلك و ذلك للفرص المتاحه لها حالياً في ظل هذا الجو العربي المأزوم حيث أن الكل يريد ان يستثمر في هذا الوطن لأمنه واسقراره .