لقد أنشئت الجامعة العربية عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية،واعتمد التعاون الاقتصادي العربي عام 1950 وابرمت عدة اتفاقيات بين الدول العربية لتسهيل التبادل التجاري وتنظيم تجارة الترانزيت، التي اقرتها الجامعة العربية عام 1953 واتفاقية الوحدة الاقتصادية عام 1957, التي طالبت بضرورة عمل مشروعات اقتصادية عربية مشتركة والابتعاد عن اية خلافات سياسية وتقسيم العمل بين الاقطار العربية على اساس ما يتمتع به كل بلد من مزايا خاصة،للوصول الى مرحلة التكامل الاقتصادي العربي,حتى نكون قوة اقتصادية كبيرة في العالم يشار اليها بالبنان.
ان حجم التجارة بين البلدان العربية لا يساوي 10%من تجارتها بينما حجمها مع العالم الخارجي يساوي 90%من قيمة الاستيراد والتصدير.
نحن بلدان تجمعنا علاقات تاريخية وجغرافية ولغة واصول ودين, بينما قامت الدول الاوروبية التي لا رابط بينها سوى الجوار باقامة وحدة اقتصادية اوروبية قوية ومتماسكة يحسب لها في العالم الف حساب،كما قامت ايضا في دول شرق اسيا وحدة اقتصادية جيدة .
يقدر الدخل القومي العربي بواحد تريليون دولار سنويا, ويقدر عدد سكان العالم العربي بثلاثماية وخمسين مليون نسمة تقريبا,وتقدر الامم المتحدة عدد السكان تحت خط الفقر الذين يحصلون على دخل يومي اقل من 2 دولار بعشرين بالماية من السكان اي 70 مليون نسمة
ان 5% من الدخل القومي اي 50مليار دولار سنويا لا تبقي فقيرا واحدا في العالم العربي .
هذا مع العلم ان زعماء العالم قد طالبوا بوضع خطة تنهي الفقر في العالم بحدود عام 2030وانهم بحاجة الى تريليونات من الدولارات لتحقيق اهداف تنموية تتعلق بالرعاية الصحية للجميع والتعليم والمياه والطاقة وحماية البيئة, وانها ستعرض الامر على الامم المتحدة لاتخاذ قرار بهذا الشان في شهر ايلول عام2015و.
القوة الاقتصادية هي التي تؤدي الى الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص العمل وتؤدي الى قوة سياسية وعسكرية،وهي التي يمكن البناء عليها من اجل امن قومي عربي شامل .
لما كنا قد سبقنا العالم باربعين عاما نظريا وبدأنا بالاتفاقيات التي تؤدي للوحدة والتكامل الاقتصادي،فاننا نستغرب تقاعسنا وعدم الاستمرار بتطبيق تلك الافكار.
لو نظرنا ثانية الى اوروبا,فاننا نلاحظ انها لم تقفز الى الاطار السياسي او العسكري لتحقيق امنها,وانما ركزت في البداية على البعد الاقتصادي،وتدرجت بخطوات البناء لتعزيز مقومات الوحدة الاقتصادية والتجارية فيما بينها .
على المستوى المحلي وحتى نستطيع ان نعمل لاجل التكامل، فلا بد من توفير الاجهزة الادارية المدربة والمنتمية التي تعمل بجد لصالح بلدانها,ولا يكون هناك اهمال او تضخم او ترهل اداري،ويكون هناك تجانس وتعاون بين وحدات الجهاز الاداري,كما يكون هناك الية حقيقية تحكم تشغيل الاجهزة الادارية،ليعملوا لصالح التكامل الاقتصادي العربي،وايجاد الاسباب والفوائد الحقيقية التي يمكن الاعتماد عليها للوصول لنتائج ملموسة تعلي شان كل قطر.
التركيز على الكفاءات الشابة والبحث العلمي يعود بالنفع الكبير على اقتصادنا,كما ان البقاء لم يكن دائما للاقوى, وانما القادر على التكيف.
اما امورنا في الوقت الحاضر، فنجد الشرذمة والتفتيت والتقسيم في معظم ارجاء وطننا العربي، حيث اصبح السودان سودانين,وتتنازع على السلطة في ليبيا واليمن حكومتان,وتفتت العراق الى ثلاثة اقسام،وتتنازع في سوريا ثلاثة قوى,وفي فلسطين قوتان.وخسرت سوريا لغاية الان ما يقارب ثلاث ماية مليار دولار,وتخسر ليبيا من نفطها يوميا عشرة ملايين دولارحسب تقديرات البنك الدولي.
مع العلم ان هناك عدو واحد مشترك هو الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة,التي تساعد على هذا التفتيت،وتشجع حرب السنة والشيعة والتقسيمات الاخرى كما خطط كيسنجر ان يكون هناك سايكس يبكوثانية بحيث تكون الدول العربية 64 دولة.
يقول جورج غالوي النائب العمالي انكم تحاربون بعضكم وتتناسون عدوكم المشترك الذي يدمر فلسطين واهلها ويعمل على تفتيتكم.
لقد تسربت دراسة من البتاغون عن مخطط يقضي بتفتيت العالم العربي قبل نهاية عام 2015ولا تبقى قوة اقوى من اسرائيل,وتحتوي هذه الدراسة على 1900صفحة من اهم الابحاث والدراسات والتوصيات,والتي يشرف عليها 120خبيرا استراتيجيا وعسكريا,معظمهم من الجنسية الامريكية.
تقول الدراسة ان الجيش الايراني والمصري والسوري والسعودي والباكستاني،هم اقوى الجيوش التي تمتلك ترسانة اسلحة بعد الجيش العراقي سابقا.
حيث يبدأ بتفتيت هذه الجيوش لاحتلال بلادها لاحقا,وذلك بتحييد الجيش الباكستاني,اما الجيش السوري فقد استنزف ونلاحظ مذا حل ببلاده,وهناك تكتيك متبع لتفتيت الجيش المصري لافتعال مواجهة مع شعبه.
اما ايران التي تعتبر ظاهريا العدو الاستراتيجي الاول للولايات المتحدة,ستدخلها بمواجهة مع الجيش السعودي,بالتزامن مع حرب شوارع في اليمن والبحرين والمنطقة الشرقية السعودية, لتفتيت الجيش السعودي.
بعدها يتم تقسيم الدول العربية كالعراق وسوريا ومصر والسودان والسعوديةوغيرها الى دويلات وولايات صغيرة وطائفية ولا يبقى قوة بالمنطقة اقوى من اسرائيل.
سواء هذه الدراسات اوغيرها,فان جميع الخطط تعمل ضد مصالحنا ولا يهمهم الا السيطرة على مقدراتنا واضعافنا.
يجب الا نسمح لهم يالتدخل بشؤوننا ويعود اللوم علينا.
فما لنا الا توحيد الجهود فيما بيننا,ونعيش كتلة واحدة يدعون للتسامح ويتناسون الفوارق فيما بينهم ويوظفوها لمصلحة الوحدة لا لنشوب الخلافات, ونبقي علاقات جيدة مع جيراننا كايران وتركيا,اذ لا مصلحة لنا من معاداة احد, ونهتم بشؤننا الداخلية،ولا يتعزز ذلك الا بقوتنا الاقتصادية وتكاملهاوتوحيدها، حتى ننطلق للوحدة الثقافية والتعليمية والحقوقية والسياسية وتاسيس دول عدالة ومساواة وديموقراطية تؤدي للوحدة الشاملة،التي تحمي الحدود وتحارب الفقر والبطالة والارهاب،وتكون لنا دول متماسكة امنة وقوية.
dr.sami.alrashid@gmail.com