المشهد الأخيرد. ماجد الخواجا
29-04-2008 03:00 AM
قيل: " إن مقتل إنسان يعدّ كارثة ومقتل الآلاف مجرّد إحصائيات" وأقول كمثال: إن عمان يقطنها الملايين، لكن لها أمين واحد.. ويحدثنا التاريخ أن الشواهد العظيمة كالبتراء والأهرام والحدائق المعلّقة شيّدت على أكتاف وأرواح عشرات الآلاف من البشر الضحايا الذين سقطوا في سبيل تخليد التاريخ لزعيم مثل أخناتون وكليوباترا وخوفو وأرتيمس والحارث ونبوخذ نصّر وهكذا.. كذلك فإن الممثلين الذين تصبح شهرتهم تجوب الآفاق و تفوق شهرة العديد من الزعماء، ليسوا سوى نتاج المشهد الأخير، مع أن ما يتم من أعمال خلف الكواليس وما قبل الظهور على المسرح، هو البناء الحقيقي الذي يتم تجييره لصالح المشهد الأخير عندما تُفتح الستارة ويقف الممثلون على خشبة المسرح ليقطفوا ثمار جهود كافة الجنود المجهولين، هذا المصطلح ليس سوى مواربة مهذّبة لمفهوم ( الضحايا المستغفلون) وما تلك الحركة التي يقوم بها الممثلون عند انتهاء العمل المسرحي بالكشف عن بعض الجنود المجهولين وإظهارهم على خشبة المسرح ليحظوا ببعض التصفيق الأخير من قبل الجمهور، إلا نوعاً من الإقرار بالتقصير والاعتراف بالإدانة، حيث سرعان ما يعودون للاختفاء لتختتم حفلة التصفيق بخروج بطل المشهد الأخير حيث يتواصل التصفيق والصفير إعجاباً وتكريماً له.. كذلك ففي الحروب يموت الجنود وقوداً للمعركة ليبقى أحدهم ممن نجا بحياته وربما ممن تمكنوا من الهروب ليحدثنا عن بطولات وصولات وجولات وعن مشاهد لا نستطيع إلا التسليم بها، وذلك يعود إلى أن محدّثنا هو بطل المشهد الأخير..
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة