الله ريته ألف ألف مبروك، وتتربى بعزّ الدوق والدوقة وكل آل «الدوادقة» الكرام في الوطن والمهجر آمين يا رب العالمين ، كما نشكر الله على قيام «الحرمة» مجبورة لعيالها وجوزها ودارها ، بعد ما جابت «أخت»لجورج الله يسلمه!...
منذ أن حمي الطلق على «كاثرين» ودخلت الداية وبين يدها طشت أزرق مُضلّع يحتوي على الماء الساخن إلى جناح «ليندو» في مستشفى «سانت ماري» والعالم كله يكتب ويرسل تقاريراً مباشرة حول مجريات الولادة لحظة بلحظة ، لم يبق صحفي واحد الا ووقف بباب المستشفى ولا موقع عالمي الا ووضع خبر «الولادة» بعنوان عريض ورئيس قبل الحروب والقتال والحركات الانفصالية وقبل أخبار التطرف التي كانوا «يتنقرشون» عليها في أوقات فراغهم. فلا بأس أن كان «الدم للركب» في الشرق الأوسط....ما دامت رائحة «القرفة بجوز» تملأ أجواء أوروبا وتسيطر على انف الإعلام الغربي عموماً....
البي بي سي كتبت: «دوقة كامبردج تلد بنتا»..أما cnn فكان الخبر الأول : أميرة كامبردج تضع مولودها الثاني..في حين وضعت سكاي نيوز على رأس أخبارها العنوان التالي: الأميرة كاثرين تضع طفلة . العالم كله مقلوب بنبأ «ألولادة» ويرصد ثانية بثانية كل طلقة حية تطلق في حرب المخاض الأبيض، بينما أولاد «قُرع» وبــ»شبّاحات» ملوّنة يلفون الحارة الشرقية من كامبردج بحثاً عن «زغاليل»..وكلما شاهدوا حاكورة وبعض الدجاج خارج البيت، يطرقون الأبواب الصدئة ويدخلون من البوابات المشرّعة سائلين «الحجّات الانجليزيات» ..»بتسلم عليتش أمي وبتقلتش..في زغاليل كبار ..شغل نفسا»؟؟...فتعتذر العجوز المتكئة على وسادة بالية :لا والله يا خالة...كله «فقس زغير»...ثم تحركها غريزة الأمومة لتسأله بصوت مرتفع من جديد..هي ولك هي...شو جابت النفسا؟..فيقول الولد أبو «شبّاح»...بنت!...تهمس بصوت منخفض للغاية ..»جعلها بالبنته...يقطع نصيهن ما اكثرهن»...وتعود لمسبحتها!!.
اهتمام عالمي منقطع النظير بعناوين بارزة وصور كثيرة لولادة أميرة صغيرة في بريطانيا..وانصراف وتجاهل وصور نادرة وعناوين «رفيعة» لأكثر من 6600 قتيل في زلزال نيبال وضعفهم من المشرّدين والمفقودين و»المقرمزين» على انقاض بيوتهم... صدق المثل القائل: «همالة الغني»..و»موت الفقير» ما حدا بيسمع فيهم!.
***
ايها الفرحون المنبشّون المحتفلون بــ»طلقة الحياة»...كفوا عنا «طلقات الموت»!. الرأي