لن انسى تلك الليلة السوادء حين استيقظت وافراد اسرتي فزعين على دوي انفجار ذكرني بتفجيرات الارهابيين لفنادق عمان واذ به يدوي بمحاذاة حائط غرفة نومنا حيث اعتدت ان اوقف سيارتي .... نار تأكل الحديد ... ولهيب ممتد ينير العتمة الظلماء .

ولن انسى فزعة الخيرين جيراني الذين هبوا لمساعدتي على اطفاء النار قبل ان تصل خزان الوقود الذي لو حدث لا قدر الله سيدمر منزلي ومنزل والدي على من فيهما لكن لطف الله حال دون ان تكتمل فرحة عديمي الضمير .

ولن انسى والدي الذي ناهز من العمر المديد التسعين عاما حين جلس في اليوم التالي للحادث الاجرامي امام بوابة منزله على بعد امتار من السيارة التي طالها الاعتداء الآثم وقد اغرورقت عيناه حسرة على ما جرى لسيارة ولده التي لم يكمل سداد ثمنها للبنك .

ولن انسى حين تقدمت مني والدتي وابنتي وزوجة اخي وقد جمعن " حيلتهن " من الحلي الذهبية يطلبن مني أخذها لفك ضيقتي ... وما قالته لي ابنتي الطالبة الجامعية التي هاتفتني من جامعتها في عمان لتطمئن علينا وتبلغني انها قررت ان تتوقف عن اكمال دراستها لتخفف من مصاريف أسرتها .

ولن انسى مواقف الشرفاء من ابناء محافظة الطفيلة وكافة محافظات المملكة الذين استنكروا بزيارتهم منزلي أو بالاتصال الهاتفي أو بمداخلات على المواقع الألكترونية ذلك العمل الجبان الذي استهدف كامل اسرتي .

سألني البعض فيمن اشتبه ... وطلب البعض ان استرجع ذاكرتي لأتذكر حادثة سببت لي عداوة مع احدهم ... فقلت احمد الله على سلامة اسرتي أولا ... وأحمد الله كثيرا ان لا اعداء لي على المستوى الشخصي وقد نذرت جهدي الاعلامي في خدمة وطني ... انقل الهموم وألامس الأوجاع ... مؤمنا بثوابت الدولة الاردنية ... لا أخاف لومة لائم فيما اقول وأكتب مجتهدا كي أكون عنصر بناء لا عنصر هدم .... واما عدوى فهو بين اثنين إما ان قليل دين أو قليل عقل.... فقليل الدين يحلل المحرمات ولا وازع ضمير يحكم تصرفاته ... وأما قليل العقل ... فعقله كخرم الابرة لا يرى ابعد من اخمس قدميه ... وأما من نفذ الجريمة فهو جبان مأجور ومن أرسله فهو حاقد موتور اعتقد انه بتلك الفعلة النكراء سيروض ماجد كما يشتهي لكنه وكما جاء في المثل الشعبي " نأبه طلع على شونه " ... ماجد هو ماجد وسيبقى ماجد... قابضا على جمر الانتماء والولاء واثقا كجميع الاردنيين المخلصين بقدرة جهاز الامن العام على كشف المجرم وتقديمه للعدالة لينال جزاءه ... وحسبي الله ونعم الوكيل .