عالمنا العربي بدوله وأنظمته السياسيه لا يختلف كثيرا عنا نحن الأفراد من مجتمعاتنا العربية الذين قد نمارس العتب والزعل وربما ما هو اكثر اذا لم يسر الآخرون مثلما نريد، وأكثر الكلام بعيدا عن الصدق بين الأفراد وحتى الدول هو ما نردده من ان الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية، فالود يفسد وكل حديث المجاملة الذي يسمعه الناس في الاعلام يتلاشى مع اي اختلاف في الرأي ووجهات النظر وبخاصة من الدول التي تعتقد انها تملك ما يجعلها صاحبة الصدارة في مجالات النفوذ والمقدرات او الأدوار.
الاْردن دولة تحرص على كل علاقاتها، وسنوات الأزمات الكبرى التي نعيشها منذ سنوات اثبتت ان الاْردن حافظ على علاقاته ولو في حدها الأدنى حتى مع اكثر الدول التي كانت تتحرش سياسيا وإعلاميا بالأردن.
لكن بعض الدول مارست عتبا وأحيانا زعلا بل ماهو اكثر تجاه الاْردن لانه تعامل مع بعض قضايا المنطقة والإقليم بمنهاج معتدل يراعي مصالحه وقبل هذا دون مقامرة او انفعال او حسابات خاطئة ، ورغم كل «البال الطويلة" التي تعامل بها الاْردن مع البعض وما نتج عن هذا من احداث اثبتت صحة وسلامة النهج الاردني الا ان بعض الاشقاء لم يتعلموا من تلك التجارب ولهذا يعود العتاب والزعل احيانا او ما يسمى في المصطلحات الدبلوماسية العلاقات الباردةاو الفاترة مع بعض الملفات التي يحاول الاْردن ان يقدم فيها رؤيته وخبرته للاشقاء حنى يتجنبوا الفشل او دفع أثمان لا ضرورة لها لكن مازالت الحالة العربية احيانا بذات النهج الذي كنّا نعيبه على الادارة الامريكية في عهد بوش وحزبه حين كان يقسم العالم الى جزء معه وجزء ضده ، اي من ليس معي فهو ضدي.
نعم نحن دولة لديها مشكلات اقتصادية، ونحتاج الى عون الاشقاء والاصدقاء لكن الآخرين ليسوا بلا مشكلات حتى اقتصادية، لكن الاْردن دوله تمتلك حضورا دوليا ناتجاً عن قدرة أثبتتها قيادتنا على التعامل مع الملفات الصعبة بحكمة وانجاز، ونحن دولة استطاعت بفضل الله تعالى ان تحمي استقرارها واستمرارها من اخطار الداخل والخارج رغم كل النيران التي حولنا.
ربما على البعض ان يعمل بجد للاستفادة من خبرة الدولة الأردنية وقيادتها لا ان يفترض ان واجب الاْردن ان يكون صدى لمواقفه، فبعض الملفات لو تم فيها الاستماع والاستفادة من الخبرة الأردنية فان الأمور كانت ستكون باتجاه أفضل، او على الأقل لتجنب بعض الاشقاء أثمانا سياسية وغير سياسية.
الاْردن دولة راشدة تقودها قياده ذات خبرة وثقل دولي، ولدينا تجارب يتعامل معها العالم بتقدير ، وأولى الناس بالاستفادة من خبرة الدولة الأردنية هم الاشقاء وبدلا من العتب والزعل والفتور فان الاولى ان تستفيدوا من خبرة الاْردن ورؤيه قيادته وحضورها الدولي، فنحن دولة لا ترى النفوذ على حساب اي دولة شقيقه بل في الوقوف الى جانب كل دولة شقيقة ومواقف الاْردن من أزمات المنطقة دليل حي على هذا ، ولو فعلنا مثل غيرنا لكان ثمن هذا صب الزيت على النار التي تاكل دماء شعوب شقيقة وأمنها واستقرارها ، ولما كنّا ندفع مع تلك الشعوب ثمن تلك الأزمات من لقمة خبزنا وقطرة الماء ومدارسنا وحتى استقرارنا. الرأي