من ايام صحافية فاتت كنت فيها اتابع النقابات العمالية لـ(الرأي) قبل نحو 25 عاما هزتني حالة موت قاسية لعامل على عامود كهرباء بسبب صعقة كهربائية على العامود نفسه وهو على رأس عمله وقامت كوادر من الدفاع المدني لنقله متوفيا الى المستشفى..

في اليوم التالي تم الدفن للعامل المسكين حضر اهله وذووه ليس غير ،نقابته وشركته وكذلك وزارة العمل لم يحضروا.. فكما يبدو لقد كانت مشاهدة حدت لعامل يموت على عامود كهرباء مفزعة لهم...َ!

كل يوم يموت عشرات العمال في بلدنا في المصانع والمعامل والمحاجر وورش البناء وفي الشوارع والازقة ولا يشارك في وداعهم غالبا الا اهلهم وذويهم والاسباب معروفة ضعف اجراءات الصحة والسلامة المهنية...

قلبي وعقلي دوما مع العمال ليس غير الا من بعض الاستثناءات في القيادات النقابية وهم قلة ونادرة، انني احي هؤلاء العمال في عيدهم فانا مثلهم وعلى مدى سنوات طويلة في العمل الصحفي كذئب يعيش من سعي قدميه ..لا اعول كثيرا على القيادات العمالية واصحاب العمل ووزارات العمل هنا و في كثيرا من دول العالم.

كثيرا من القيادات العمالية التي اعرفها يخشون التلفظ بكلمة(إضراب) ويسمونه (توقف عن العمل) وقبل اي اضراب لابد ان تعقد اجتماعات تحضيرية يتخللها ولائم معظمها مناسف وكنافة من ارقى المطاعم وفي منتصف الليل..!

في بولندا واثناء الثمانينات وبدايات التسعينات كان هناك اتحاد للحركة النقابية البولندية ومعروف على مستوى العالم اطلق عليه (تضامن) وكان مثلا اعلى للحركة النقابية العالمية يقوده شخص اسمه (ليخف فاليسا) كان يدعو في كل مناسبة نقابية وبالتحديد في عيد العمال العالمي بـ(انسنة الشيوعية)......! ولاقى هذا الشعار صدى طيبا في الدول الاشتراكية وربما كان من اسباب سقوط الاتحاد السوفيتي والعديد من الدول الاشتراكية ومنها بولندا حيث اصبح ليخ فاليسا رئيسا لجمهورية بولندا وبعد عدة اشهر نشب خلاف بين (الرفاق) الذين كانوا وزراء ومن كبار موظفي الدولة البولندية.. كشف اكثر من واحد من هؤلاء (الرفاق) الطابق كله وعلى الملأ فقد كان رئيس نقابة التضامن ليخ فاليسا الداعي لانسنة الشيوعية ورئيس بولندا في مابعد.. كان عميلا لـ السي اي إي وقداسة البابا.. عظم الله اجركم..!

Odeha_odeha@yahoo.com