قد يظن البعض ان عبارة " عقباوي يا خال " هي عنوان فقط لاغنية من اغاني السمسمية الجميلة التي تسمعها في كل عرس ومناسبة فرح في مدينة العقبة الجميلة ، لا بل هي أكثر من ذلك على أرض الواقع فكل من ولد وسكن في العقبة على إختلاف مشاربهم وأصولهم الجامعة لحب الوطن هي بالنسبة إليه تعني "فزعة" وتعني "معزة" وتعني طيب يبادر فيها هذا " العقباوي " النشمي لكل من يسأله او يطلبه " فزعة " بالرد عليه: "إبشر يا خال " على الرغم أن هذا الخال لا يمت بصلة قرابة من جهة الاب او جهة الام وإنما هي عبارة درج على استخدامها " العقباويون" لمن يطلب الفزعة لتدخل الطمانينة والسكينة في قلبه وفؤاده فهذا ديدن أهل العقبة الخيرين ومن سكنها وعاش فيها واكل من " صيادتها " و"حوحها " الجميل ...
بالامس تعرضت امراة من نسوة العقبة إلى نزيف خطير اثناء عملية الولادة في مستشفى الأمير هاشم فطلب اهلها " الفزعة " عبر مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الإخبارية وعبر المساجد فهب إليهم شباب العقبة إلى المستشفى بالعشرات بشكل غصت واكتظت فيها ممرات وردهات المستشفى متبرعين بدمائهم الزكية ولسان حالهم يقول " إبشروا بالفزعة " لتشكل هذه الروح الوثابة في العطاء لوحة جميلة من العطاء والتكافل والتعاضد الذي يميز أهل وسكان مدينة العقبة الجميلة ، فرق شبابية رائعة ولا أجمل عزفت أجمل ألحان الوفاء والعطاء بالدماء الزكية لأخت لهم وبأكثر من ( 250 ) وحدة دم فكانت العقبة على موعد مع معزوفة سمسمية من نوع آخر وأصيل يدخل الفؤاد والقلب ودون حدود ....
وهنا أصبحت الصورة واضحة ومرآة لكل مسؤول معني في العقبة ومدينتها الجميلة بان هنالك في العقبة جيشاً من ابنائها الطيبين الذين تملاهم وتسكنهم روح العطاء والتطوع حلي بنا ان نستثمر فيها في بناء المدينة التي لا أظن بانهم ( أي شبابها ) سيبخلون عليها في تقديم اليد والعون والمساعدة و " الفزعة " وانهم بحاجة فقط لمن يجمعهم وينظمهم ويوجههم للعمل التطوعي على كافة الصعد والمبادرات الإجتماعية والبيئية خاصة بعد ان أصبحت المدينة عاصمة إقتصادية للوطن والأمر الآخر الاكثر أهمية من ذلك الذي يستوجب النظر فيه من كافة الاجهزة الحكومية والشركات الخاصة في العقبة ان تستغل هذه الروح الصادقة بالإنتماء للوطن في هذه الفئة من الشباب لتشغيلهم ونزعهم من براثن البطالة الهدامة التي تؤرق كل أسرة تعيش في مدينة العقبة فالبطالة أكبر مرض إجتماعي وإقتصادي وأخلاقي يهدد المجتمع ويدمر طاقات شبابه ويفنيها في أمراض وسلوكيات خطيرة الوطن بغنى عنها في هذا الظرف الصعب الذي تمر فيه الامة العربية والإسلامية ...
في النهاية أتقدم لكل شاب من شباب العقبة سواء من الذين تنادوا عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو عبر المساجد أو عبر المواقع الإخبارية لتقديم الفزعة لبنتنا العقباوية في المستشفى أو أولئك النشامى الذين قدموا دماءهم وتبرعوا فيها لأختهم بأرق عبارات الشكر والتقدير والعرفان وأقول لهم قولنا المأثور الطيب الجميل في العقبة "شكرا لكم يا خال" ودعاؤنا الموصول لله عز وجل ان يشفي مرضانا أجمعين وان ينفع الله بشابنا الوطن لخدمته وخدمة الأردنيين...