عن السعودية والاسود الجويين
شحاده أبو بقر
29-04-2015 11:42 PM
بنبرة تهكمية لا تليق بالدبلوماسيين ، يصف مسؤول إيراني كبير رجال عاصفة الحزم بأنهم أسود جويون ، وذلك عطفا على تعبير وطني دارج في السعودية يصف رجال القوات المسلحة هناك بالاسود ، ويذهب ذلك المسؤول ومن باب إلأنتقاص المتعمد من شأن المشاركين في الحرب ، الى ألغمز واللمز ولسان حاله يقول بأنهم لا يواجهون على الارض وإنما من الجو فقط .
واقع الامر ان ذلك المسؤول الكبير يعزي نفسه اولا بالتهكم على من أوقفوه عند حده ، خلافا لما كان يتصور ، فالرهان الذي لا يخفى على احد ، كان يعتقد بإمكانية ان يتمدد الحوثيون في اليمن كما تشاء مرجعيتهم ، وصولا لا قدر الله الى بلاد الحرمين في ً رحلة ً لاحقه ، وهو ما بات اليوم من رابع المستحيلات ببسالة الاسود الجويين الذين يتحدث عنهم ، ويا فرحة ما تمت ، ولن تتم بعون الله ، ما دام هناك عربي واحد على وجه البسيطه ، فلقد فسد المخطط ، وبالتالي لم يبق في جعبة ذلك المسؤول غير التهكم ، ومحاولة ألإنتقاص من شأن من كانوا له بالمرصاد .
لا ندري بالضبط ، ما الذي يخول إيران صلاحية التدخل في الشأن العربي ، غير شهية التوسع والتمدد على حساب الانسان العربي وأرضه ووجوده ، وهل العرب الشيعة جاليات إيرانية في أوطانهم العربيه ، حتى تمنح إيران نفسها حق التدخل في أكثر من بلد عربي دون ان يردعها رادع ، أو حتى يسألها احد ما شأنها .
ألاسود الجويون السعوديون وإخوانهم العرب ، أسود كذلك في البر والبحر ، رغم أنف كل متهكم وناكر ، وزمن الهزيمة الذي صنعته قوى كبرى ظالمة ، ومعه زمن التدخل الايراني وسواه في خصوصيات العرب ، هو زمن ولى الى غير رجعة بعون الله ، وإذا ما كانوا يعتقدون بأن وجودهم في العراق وسورية ولبنان دون رادع حتى اللحظه ، هو وجود سيطول ، فهم واهمون تماما ، والشيعة العرب الذين باتوا يضيقون ذرعا بهذا التدخل الذي يتجاوز سيادة اوطانهم الأم ، باتوا اليوم أكثر وعيا وإدراكا للهدف ألابعد ، وسيكونون عما قريب في مقدمة من يتصدى لهذا الوجود ، إلا إذا تغير هدفه نحو التعاون والتلاقي القائم على ألإحترام المتبادل .
للمسؤول المشار اليه أن يتيقن ، من أن عرب اليوم ، غير عرب الامس ، وللسعودية وعاصفة الحزم ، الفضل بعد فضل الله سبحانه وتعالى ، وله إن اراد ، أن يتيقن كذلك ، من أن ألقدس ستعود ، وفلسطين ستتحرر ، وسورية والعراق ولبنان ، لن تكون إلا اوطانا عربية خالصة لأهلها العرب ، واليمن لن يكون غير اليمن ، اليوم وغدا وألى أن تقوم الساعه ، وأرض الحرمين الشريفين ، محرمة تماما على غير حكم أهلها العرب ، ومن لديه هواجس وتمنيات غير ذلك ، فهو مجرد واهم يخدع نفسه قبل أن يتوهم خداع غيره .
أما ألاسود السعوديون وإخوانهم العرب ، فطوبى لهم ، وقد بددوا الأحلام والتمنيات برجولة لا يملك ناكر نكرانها ابدا ، وأنتصروا للكرامة العربية ، وقد ظن أهل الظنون انها قد بادت وتبددت ، وسطروا بنخوة عربية لا تدانى ، درسا ليس لأحد بعينه وحده ، وإنما لكل طامح وطامع ومحتل ، ليدرك ان ارض العرب ، لن تكون قسمة مشاع بعد اليوم ، ألا لأهلها العرب ، مهما كان الثمن ، ويقينا ، فإن كل الجوار والابعد والاقرب ، يدرك تماما ، ان العرب لا يضيع لهم حق مهما طال الزمن ، فهم أتباع وأهل محمد صلوات الله وسلامه عليه ، وأحفاد صحابته الأجلاء رضوان الله عليهم جميعا ، ومن كان ذلك هو شأنه ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ويظلون أسودا ، في الفضاء والبحر والبر ، تماما كما أثبت السعوديون والخليجيون والاردنيون والمصريون للتو ، أما من هزمت مخططاتهم ، فهم يحسنون صنعا ، لو مدوا ايدي المودة والتعاون للعرب إن إستطاعوا ، وألا فليكفونهم خيرهم وشرهم . وبارك الله أسود السعودية وسائر العرب شاء من شاء ، وأبى من أبى ، والحمد لله رب العالمين