عمون- جدتي ..

سنة مضت على رحيلك وعشتها مع قسوة الفراق والألم

رأيت الدموع في عيني وسألت نفسي ماذا وراء هذه الدموع

ورجعت بذاكرتي إلى الورآء وسمعت صوت قلبي ينادي جدتي ..

حينها عرفت أن دموعي تخفي وراءها بكاء عزيز قد فارق الحياة .

وجال بخاطري يا جدتي أن أكتب لكي بعض ما يسطره قلم قلبي

من حزن وألم.

مآ أصعب لحظة الوداع عندما تصرخ بأعلى صوت جدتي جدتي

ولأول مرة لا تجيبيني بالكلمات التي تعودت عليها ( نعم حبيبي)

لقد ايقنت بهذا الموقف وتذكرت كم كانت هذه العبارة صادقة

ويتمنى أن يحظى بها كل حفيد من جدته .

ولكن رثائي أيتها الجدة الغالية أنك عشتي سنوات لم تعرفي

فيها إلا العمل لحياة الآخرة، وبعد رحيلك عرفت أن الحياة فانية

وسمعتك الطيبة هي الباقية .

جدتي يا قلبي ويا عمري ويا حبي أتخليك في كل زاوية من زوايا

بيت الجد وأعلمي يا جدتي أن زيارة لذاك البيت قليلة جداً لأن

قلبي الذي عاش مدلل بين أحضانك لا يحتمل أن يرى البيت

بدونك .

جدتي .. كنتي الجدة الحنونة التي عزفت أناملها على أوتار

قلبي ولحنت أحلى أشجانها على شفتي لتظهر على وجهك

الضاحك معاني الحب ، وتجسدت أمام عيني لوحة من الحب و

الحنان ..

وأخيراً .. لا أملك بذكرى رحيلك أيتها الجدة الطيبة الحنونة إلا أن

أقف إجلالاً أمام مقامكٍ تحت الثرى وأقول رحمك الله يا من كنت

الرمز للحياة ..

وأدعوا الله أن يجمعك مع زمرة النبي المصطفى ويجمعنا معاً

في جنات الخلد وينزل على قبرك ضياء الرحمة واعلمي إذا غاب

الجسد تبقى الذكرى والحنان والإنسانية لنا عنوان فإلى روحك

الطاهرة مني ومن محبيك جميعاً ثواب الفاتحة..

حفيدك المحب : رائد عطا الخمايسة ( أبو أحمد )